العلاقات الاجتماعية الصحية... تُبطئ الشيخوخة

2 أكتوبر 2025 10:00 م

أثبتت دراسة بيولوجية حديثة أن جودة وقوة الروابط الاجتماعية الصحية والصداقات الحميمة تلعب دوراً حيوياً ومُباشراً في إبطاء ما يُعرف بـ«التقدُّم الجيني في السن» أو «الشيخوخة البيولوجية»، وهو الأمر الذي يؤكد مجدداً على أن العلاقات الإنسانية الصحية تنعكس بشكل إيجابي مُباشر على صحة الفرد على مستوى الحمض النووي (DNA) وتعبيرات جيناته الوراثية، ويُؤكِّد مقولة «الإنسان كائن اجتماعي».

وإذ أجرى هذه الدراسة باحثون في علم الأعصاب وعلم الوراثة في معاهد عالمية عدة، وقاموا بتحليل بيانات آلاف الأفراد لتحديد العلاقة بين سلوكهم الاجتماعي والتعبير الجيني لديهم، فإن النتائج تهدف إلى تزويد المجتمعات وأنظمة الرعاية الصحية بأدلة علمية على أهمية الروابط الاجتماعية الوثيقة كأحد عوامل طول العمر والوقاية من الأمراض.

ووفقاً لما خلصت إليه الدراسة، فإن التفاعلات الاجتماعية الإيجابية تُخفِّف من استجابة الجسم العكسية للإجهاد المزمن والالتهابات الجهازية التي تضرّ بالخلايا، بما يساهم في حماية «التيلوميرات» (أغطية نهايات الكروموسومات) التي تقصر مع التقدُّم في السن الزمني، وهذا من شأنه أن يفسِّر سبب بطء ظهور علامات شيخوخة بيولوجية وتدهور صحة لدى الأفراد الذين لديهم شبكات دعم اجتماعي وعاطفي قوية وفعّالة.

وبينما سعت هذه الدراسة إلى إثبات أن الوصفات الطبية للحياة الطويلة يجب أن تشمل بناء علاقات إنسانية اجتماعية أصيلة ومستدامة إلى جانب التغذية والرياضة، فإن نتائجها تسلِّط الضوء على ضرورة مكافحة الوحدة والعزلة الاجتماعية كجزء رئيسي من جهود الصحة العامة حول العالم.