أطلقت هنادي نوري الدليمي، كتاباً نقدياً بعنوان «عتبات النص في شعـر سعاد الصباح» ليشكّل إضافة مهمة لعشرات الكتب النقدية التي تناولت التجربة الشعرية للدكتورة سعاد الصباح، إذ إن الدراسة الجديدة ارتكزت على المنهج السيميائي، وركّزت على العتبات النصية في شعر سعاد الصباح: العناوين، والإهداءات، والمقدمات، والتعليقات التوضيحية.
سلّطت الدليمي، الضوء في هذا الكتاب، الصادر أخيراً عن دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع، على الأبعاد السيميائية للعتبات النصية، وعملت على الكشف عن كيفية تداخل هذه العتبات مع البنية النصية والشعرية العامة لأعمال الدكتورة سعاد الصباح، فأظهرت الدور الذي تلعبه العتبات في إثراء النص وإضفاء طبقات المعاني والدلالات عليه؛ وهو ما يكشف بدوره عن الطابع الخاص لشعر سعاد الصباح من خلال فهم السياقات الثقافية والفكرية التي تحيط به.
واعتمدت الدليمي، في دراستها على مجموعة من دواوين الشاعرة سعاد الصباح، مقسّمة كتابها إلى مقدمة وتمهيد، وأربعة فصول، فناقشت في الفصل الأول سيميائية عناوين الدواوين الشعرية، ودلالاتها، التي ترتبط بدلالة قصائد الديوان والمفتاح الرئيس للقصيدة؛ ما يجعل القارئ يفك كثيراً من شيفرات النص ويتتبع دلالاته الشعرية. كما ناقشت اختيار العنوان وصلته بالقصائد.
في الفصل الثاني، قاربت «الإهداء» بوصفه عتبة نصية وعلامة لغوية دالة تجمع بين المبدع والمتلقي، ودلالة سيميائية بين عموم الإهداء وخصوصيته، بينما بحثت في الفصل الثالث سيميائية الغلاف والصفحة الطباعية، بما في ذلك اسم الشاعرة وخط كتابة العنوان، وحيثيات الطبع والنشر، علاوة على اللوحات التشكيلية وكلمات الناشر أو المبدع أو الناقد التي تكون على الغلاف بالواجهة أو بالخلف، في حين اختص الفصل الرابع بدراسة سيميائية الاستهلال والمُقدمة والخاتمة.
وأوضحت الدليمي، في ختام دراستها أن عتبات النصوص في شعر سعاد الصباح لا تشكل مجرد عناوين أو مقدمات شكلية، بل هي بوابات تحمل رموزاً ودلالات عميقة تعكس قضايا الشاعرة وتجربتها الإنسانية.
وعن اهتمام الدكتورة سعاد الصباح، بإرفاق قصائدها، في معظم دواوينها، بعدد من لوحاتها التشكيلية، أشارت الدليمي، إلى أن الشاعرة أرادت من وراء الجمع بين الرسم والكتابة اللغوية، زيادة دلالات النص بصرياً.