أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن بلاده «لا تتآمر على أحد، وأن شعبها مسالم بطبعه، لكنه عصي على الإيذاء»، مؤكداً «لن يتمكن أحد من إلحاق الأذى بمصر».
وقال خلال لقاء مع طلاب الأكاديمية العسكرية في العاصمة الإدارية، يوم الجمعة، إنه «مسؤول عن أمن وسلامة المصريين»، مضيفاً«لا أعمل مواقف أو إجراءات تؤدي الى إيذاء الدولة، إلا في حال فرض ذلك الأمر علينا، ونحن ندافع عن أنفسنا فقط ولا نهاجم أحداً، وليس مطلوباً من مصر أن تهاجم أحداً».
وأشاد بالأوضاع الاقتصادية والأمنية، موضحاً أن«التحديات الإقليمية المحيطة أسفرت عن فقدان نحو 9 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس خلال العامين الماضيين».
وثمّن«مستوى الوعي والفهم لدى أبناء الشعب المصري، والذي تجلى في ردود الأفعال تجاه التحديات الراهنة»، مؤكداً أن «المنطقة تمر بمنعطف حاسم يتطلّب تقديراً سليماً ودراسة متأنية لكل خطوة، إذ إن أي تقدير خطأ قد يقود إلى المجهول».
وتطرّق إلى الحرب على غزة، مشيراً إلى أن «مصر لا تشارك في حصار القطاع ولم تغلق معبر رفح، لأنه لم يعد معبر أفراد».
وأوضح أن «القوات الإسرائيلية تتواجد على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، الذي تعرّض للتدمير أربع مرات خلال الحرب الجارية»، مؤكداً أن إدخال المساعدات الى غزة يستلزم التنسيق مع الجانب الإسرائيلي.
وأشاد الرئيس المصري بالاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية، وثمّن جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيقاف الحرب في غزة، وحرصه الحثيث في سبيل تحقيق ذلك.
وأشار إلى «حرص مصر الصادق والقوي على وقف الحرب، والمساهمة في إعادة الإعمار، وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين مع الحفاظ على أرواح المصريين».
لقاءات عبدالعاطي
وفي نيويورك، قال وزير الخارجية والهجرة بدر عبدالعاطي، في تصريحات متلفزة، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن «مصر ملتزمة بالكامل بمعاهدة السلام مع إسرائيل، لكننا قادرون على الدفاع عن أمننا وحدودنا، والسلام خيار إستراتيجي بالنسبة لمصر ونواصل محاولات لجم الصراع الإقليمي».
وأضاف «نواصل تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية في مصر، بالتعاون مع الأردن لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب في غزة، وفريق من التكنوقراط جاهز لإدارة غزة فور وقف إطلاق النار، وسنتحرك باتجاه الترتيبات الأمنية وإعادة إعمار غزة وتعافي الاقتصاد الفلسطيني بعد انتهاء الحرب، ونؤكد أن مفهوم غطرسة القوة لا يحقق السلام والاستقرار في المنطقة، ومواقف الدول العربية والإسلامية التي التقت ترامب داعمة لجهوده بشأن إنهاء الحرب، وهناك تفاؤل حذر، تجاه كلام ترامب بشأن قرب انتهاء الحرب في غزة، ولابد من وقف الحرب في غزة التي صنعها الجانب الإسرائيلي».
وفي لقاء مع نظيره السوري أكد عبدالعاطي،«موقف مصر الثابت في شأن ضرورة الحفاظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها ودعم مؤسسات الدولة الوطنية، وبما يضمن استعادة سيادتها الكاملة على أراضيها، وصون مقدرات الشعب السوري الشقيق».
وجدّد رفض مصر القاطع للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية.
وفي اجتماع لجنة التواصل في شأن فلسطين، قال عبدالعاطي إن «من الضروري توفير الدعم المالي والسياسي للسلطة الفلسطينية».
وخلال الاجتماع الوزاري التنسيقي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في نيويورك أكد عبدالعاطي، أن «مصر تؤكد رفضها وإدانتها لكل محاولات تهجير الفلسطينيين تحت أي ذريعة أو مسمى، ولن تكون شريكاً في هذا الظلم بحق الشعب الفلسطيني الشقيق من خلال تصفية القضية الفلسطينية أو أن تصبح بوابة للتهجير، وسيظل هذا الأمر خطاً أحمر غير قابل للتغير».
وفي اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة «البريكس»، شدّد على أن «الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، أدت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، ومن الضروري أن تتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن المأساة في غزة»، مؤكداً ترحيب مصر بقرار الجمعية العامة الأخير بشأن تنفيذ حل الدولتين، والذي يظهر الدعم الواسع لحق الفلسطينيين المشروع في إقامة دولتهم المستقلة.
خطبة الجمعة
دينياً، أعلنت وزارة الأوقاف، أن موضوع خطبة يوم الجمعة المقبل، سيكون بعنوان «شرف الدفاع عن الأوطان»، موضحة أن الهدف هو التوعية بوجوب وشرف الدفاع عن الوطن والعرض.