أثار إعلان شركة «OpenAI» أخيراً عن إطلاق باقة جديدة من المزايا الحصرية لمستخدمي تطبيق الذكاء الاصطناعي «ChatGPT» جدلاً واسعاً، وذلك بعدما كشفت الشركة عن أن هذه الخصائص لن تكون متاحة إلا لمن يدفعون اشتراكاً شهرياً يبلغ 200 دولار.
وتتضمن الحزمة المدفوعة الجديدة ميزات متقدمة تشمل أدوات تحليل بيانات أكثر دقة، وإمكانات تفاعلية في الوقت الفعلي، وخيارات تخصيص موسّعة للمستخدمين المحترفين.
كما أضيفت أدوات لدمج «ChatGPT» مع برامج الإنتاجية المكتبية وأنظمة إدارة المشاريع، وهو ما يجعل التطبيق أكثر جاذبية للشركات ورواد الأعمال.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تمثل محاولة واضحة لتحويل «ChatGPT» من منتج شعبي منخفض التكلفة إلى خدمة «متميزة» تستهدف أساساً المؤسسات والأفراد الذين يعتمدون بشكل يومي على الذكاء الاصطناعي في أعمالهم.
إلا أن سعر الاشتراك المرتفع أثار انتقادات واسعة، إذ أبدى مستخدمون قلقهم من أن يتحول الوصول إلى التقنيات المتقدمة إلى «امتياز للأغنياء» فقط، بينما تظل النسخة المجانية أو الأقل سعراً محدودة القدرات.
وتقول «OpenAI» إن النسخة الجديدة ستتيح للمشتركين إمكانية معالجة كمّ أكبر من البيانات، مع أولوية في خوادم الشركة وسرعات استجابة أعلى بكثير. كما أوضحت أن هذه المزايا ستفيد بالدرجة الأولى العاملين في مجالات مثل البحث الأكاديمي، والإعلام، وإدارة الأعمال.
ويرى خبراء أن هذه الخطوة تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة الشركة على موازنة الربحية مع شعارها الأساسي المتمثل في «إتاحة الذكاء الاصطناعي للجميع»، وذلك في وقت تتسابق فيه شركات منافسة - مثل «غوغل» و«أنتروبيك» - لتقديم بدائل أقل تكلفة وأكثر انفتاحاً.