حروف باسمة

سلامة الإنسان نعمة تخفق لها الجنان

22 سبتمبر 2025 10:00 م

المتأمل للصحة يدرك معاني كثيرة وإشارات بالغة وأفكاراً متعدّدة، فإذا انتظمت صحة الإنسان، فإنه يعيش في وسط يقدر على ممارسة كل ما من شأنه رفعته وتقدمه وازدهاره، فيمارس حياته بهدوء واستقرار للوصول إلى درجات عالية من الإنتاج في العمل والتقدم في التفكير.

كل ذلك يكون إذا اكتملت صحته... من أجل ذلك خصّصت المنظمة الأممية يوم السابع عشر من سبتمبر من كل عام، اليوم العالمي لسلامة المرضى، وهذا العام تحت شعار «رعاية مأمونة لكل مولود وكل طفل» ليسلّط الضوء على فئة من أكثر الفئات عرضة للخطر في الرعاية الصحية وأن تقارير منظمة الصحة العالمية تؤكد أن تعزيز أنظمة السلامة وجودة الرعاية أسهما في انقاذ ملايين الأرواح خلال العقدين الماضيين.

نعم، إن سلامة الأطفال والاهتمام برعايتهم الصحية يضمن جيلاً قوي البنية، سليم التفكير يعمل على إرساء لبنات التقدم والازدهار للاوطان حقاً.

إن الاستثمار في برامج السلامة يعود بالنفع المباشر على صحة الشعوب... وهذه الديرة الحبيبة ممثلة بوزارة الصحة تحتفل هذا العام باليوم العالمي لسلامة المرضى، عبر خطة متكاملة تشمل مبادرات نوعية وتوجيهات إرشادية مع وضع مؤشرات أداء واضحة، وإن جائزة نجمة السلامة التي تقدمها وزارة الصحة للعام الحادي عشر على التوالي تعد وسيلة تحفيزية لتكريم المتميزين في هذا المجال...

وهي سبّاقة في تبني برامج الجودة والسلامة وسلامة المرضى منذ مطلع الألفية الجديدة حيث أنشأت إدارة متخصّصة للجودة والاعتماد وعزّزت أنظمة السلامة في مختلف المرافق الصحية المختلفة.

وجاء قانون مزاولة المهن الطبية رقم (70) لسنة 2020 ليحفظ حقوق المريض ومزاولي المهنة وليضمن تقديم رعاية صحية شاملة وآمنة وفق أحدث المعايير الطبية العالمية للمرضى.

ويأتي هذا اليوم ليسلّط فيه الضوء على صحة الأطفال وحمايتهم من الأمراض وتقديم الرعاية الصحية لهم حتى نضمن أجيالاً قوية الأجسام خالية من الأسقام تعمل بقوة على المساهمة في بناء صرح هذا الوطن والعمل على تقدمه وازدهاره لتمخر سفينته بحور الدنيا لتلقي بالخير على كل معوز ومحتاج وفقير.

نعم، إن الأوطان تتقدم وتزدهر بأبنائها الذين ضمنت لهم صحة قوية بها يستطيعون أن يفكروا في إسعاد وطنهم حتى تكون ديرتهم كما عهدوها درة الأوطان.

الصحة أغلى النعم، فلا يسعد الإنسان إلا بها، وهي تاج يزيّن رأس الصحيح ويراه المريض فقط. ولا شيء يضاهي الصحة في قيمتها.. فالمال يفقد قيمته عند المرض.

ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى المولى العلي القدير في أن يشافي جميع المرضى في مشارق الأرض ومغاربها.

والسلامة للأخ إبراهيم الخارجي، على خروجه من المستشفى بعد وعكة صحية ألّمت به.

نسأل الله الكريم لهُ ولجميع المرضى الصحة والعافية والسلامة والإقبال.

صدق بشار بن برد، حين قال:

إني وإن كان جمعُ المال يعجبني

فليس يعدلُ عندي صحّة الجسد

إذاً، النعم تتحقق بصحة الأبدان... فشكراً لله الكريم واهب النعم.