في قفزة علمية رائدة، استطاع باحثون في جامعة «ووترلو» الكندية اكتشاف وتطوير تقنية مبتكرة لتوليد الكهرباء من مصدر غير متوقع، ألا وهو: تبخر الماء على قشور الجوز!
هذا الاكتشاف - الذي بدأ بملاحظة بسيطة لنمط تدفق قطرات الماء عبر شبكة أخاديد قشور الجوز تحت المجهر - يفتح آفاقاً جديدة لتوفير الطاقة الكهربائية للأجهزة الإلكترونية الصغيرة في المناطق النائية أو التي تفتقر إلى شبكات الكهرباء، وهو الأمر الذي من شأنه أن يغير قواعد اللعبة في مجال الطاقة المتجددة.
ووفقاً للباحثين، تعتمد التقنية الجديدة على جهاز بحجم قطعة العملة المعدنية، يُعرف بـاسم «مولد الكهرباء المستحث بجزيئات الماء» ويستغل الشبكة المعقدة من المسام والأخاديد الطبيعية على سطح قشور الجوز. فعندما يتحرك عليها الماء، فإنه ينقل أيونات مشحونة كهربائياً تتفاعل مع شبكة أخاديد سطح قشرة الجوز، وهو الأمر الذي يخلق اختلالاً في الشحنة ينتج عنه تيار كهربائي.
وبهذه الطريقة، استطاع الباحثون توليد شحنة طاقة كهربائية كافية لتشغيل آلة حاسبة من خلال ربط أربعة من هذه الأجهزة معاً، وهو الأمر الذي يبرهن على فعالية هذه التقنية البسيطة والفعالة.
ويؤكد الباحثون أن هذه التكنولوجيا قد تكون حلاً جذرياً فعالاً لتشغيل لأجهزة كثيرة مثل: أجهزة الاستشعار البيئي، وأجهزة إنترنت الأشياء، والأجهزة الصحية القابلة للارتداء، ومعدات الإغاثة في حالات الكوارث، وكل ذلك باستخدام قطرات ماء صغيرة يتم استخلاصها من الهواء.
كما يدرس العلماء حالياً إمكانية تطوير مولدات كهرباء صغيرة قابلة للارتداء وتستمد طاقتها من عرق الشخص أو من قطرات المطر، وهو الأمر الذي سيوفر حلاً تكميلياً للخلايا الشمسية القابلة للارتداء في الظروف الجوية السيئة.
وإجمالاً، من شأن هذا الابتكار أن يوفر حلاً عملياً يمكن من خلاله تحويل النفايات إلى طاقة نظيفة باستخدام قوة الطبيعة.