مع تزايد حجم المحتوى المتولد بالذكاء الاصطناعي

شبح «الإنترنت الميت»... يتعاظم!

21 سبتمبر 2025 10:00 م

يوماً بعد يوم، يتعاظم زخم الاقتناع بنظرية شبح «الإنترنت الميت»، وهي النظرية التي تفترض أن مجمل المحتوى المتولد من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي سيتجاوز في النهاية المحتوى البشري ككل عبر شبكة الإنترنت عالمياً.

وقد باتت هذه النظرية تثير قلقاً متزايداً في الأوساط التكنولوجية، خصوصاً بعد أن أبدى سام ألتمان -الرئيس التنفيذي لشركة «OpenAI» الأميركية- اهتماماً بها وتخوفاً منها، قائلاً إنه لاحظ على سبيل المثال تزايد حسابات منصة «X» (تويتر سابقاً) التي تديرها روبوتات دردشة تعمل بالذكاء الاصطناعي، محذراً من أن هذا الأمر يعزز تلك المخاوف.

وتحذر هذه النظرية من أن شبكة الإنترنت ستصبح مغمورة بالمحتوى المتولد بالذكاء الاصطناعي، وأن خطورة ذلك تكمن في أن كون ذلك المحتوى يفتقر إلى الأصالة يضاعف مخاطر التلاعب والتضليل والتأثير المتعمد على السلوك البشري.

ويؤكد خبراء معنيون أن تصاعد المحتوى الإنترنتي المتولد بالذكاء الاصطناعي والتفاعلات التي تقودها الروبوتات يجعل من الصعب بشكل متزايد التمييز بين المحتوى الأصيل وبين «الضوضاء الرقمية». ففي عام 2023، قدرت دراسة أن ما يقرب من نصف حركة المرور على الإنترنت كانت من روبوتات ذكاء اصطناعي، وهي الروبوتات التي ليست قادرة فقط على إنشاء محتوى فريد، بل أيضاً على تقليد الصيغ لضمان انتشار واسع النطاق.

ويثير هذا التطور تساؤلات حول كيفية تصفية المعلومات والتحقق منها وعرضها بطريقة يمكن للمستخدمين الوثوق بها.

ولمواجهة هذه التحديات، يدعو باحثون متخصصون إلى وضع مبادئ توجيهية على غرار قوانين أسيموف للروبوتات الذكية، وذلك لمنع الذكاء الاصطناعي من العمل خارج الحدود الأخلاقية، وذلك من أجل ضمان عدم تلاعب الذكاء الاصطناعي بالمستخدمين لخدمة مصالح مطوريه، أو أن يتسبب في نشر المعلومات المضللة. كما ينبغي أن يكون تصميم الذكاء الاصطناعي وتنظيمه قائماً على الشفافية والمساءلة، مع التأكيد على ضرورة أن يعزز القدرات البشرية لا أن يحل محلها، وذلك لضمان شبكة إنترنت أكثر إنسانية وجديرة بالثقة.