اكتشاف يثير مخاوف جديدة بشأن سلامة الغذاء

جزيئات البلاستيك «النانُويَّة» تتسلل إلى داخل الأنسجة النباتية

21 سبتمبر 2025 10:00 م

في تطور مقلق، وللمرة الأولى، أسفرت دراسة بحثية بريطانية حديثة عن اكتشاف تسلل جزيئات بلاستيك نانوية (أي: متناهية الصِّغر) من التربة إلى داخل أنسجة النباتات، وهو الاكتشاف الذي يثير مخاوف جدية بشأن سلامة الغذاء وتأثير التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان.

وقال الباحثون إن هذه الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، -والتي لا يتجاوز حجمها جزءاً من مليون جزء من السنتيمتر- يمكنها اختراق جذور النباتات مع الماء والغذاء اللذين يستخلصهما من التربة والانتقال إلى الأجزاء التي نأكلها كالثمار والأوراق، الأمر الذي يفتح مساراً جديداً لدخول البلاستيك إلى السلسلة الغذائية البشرية والحيوانية، بخلاف المأكولات البحرية ومصادر المياه.

وأجريت الدراسة في جامعة بليموث الإنكليزية باستخدام نظام الزراعة المائية (هايدروبونيكس)، حيث تم تعريض جذور نبات الفجل لمحلول يحتوي على جزيئات بلاستيك نانوي يتألف من جزيئات البوليسترين. وأظهرت النتائج أن ما يقرب من 5 في المئة من تلك الجزيئات النانوية امتصتها جذور النباتات، وتراكمت ملايين منها في أنسجة الجذور، ثم هاجر حوالي ربعها إلى الأنسجة الأخرى العلوية الصالحة للأكل. وحتى أوراق الفجل ظهرت فيها آثار جزيئات البلاستيك، وهو الأمر الذي يؤكد أن هذه الجزيئات لا تقتصر على أسطح الجذور، بل تنتشر في جميع أجزاء النبات متجاوزة الحواجز الطبيعية.

ويحذر هذا الاكتشاف من أن التلوث البلاستيكي لم يعد محصوراً في المحيطات والأنهار، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من البيئة الزراعية البشرية، ما يستدعي عملية إعادة تقييم شاملة لتأثيراته على الأمن الغذائي العالمي.

وفي ظل استمرار ارتفاع إنتاج البلاستيك عالمياً، تزداد الحاجة الملحة لفهم كيفية امتصاص المحاصيل المختلفة لجزيئاته النانوية ومدى تأثيراتها على الأغذية ومخاطرها الصحية على المدى الطويل.

وتؤكد الدراسة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من التعرض لجزيئات البلاستيك وحماية النظم البيئية وصحة الإنسان من أضرارها المحتملة.