أخيراً، قررت المنظمة البترولية أن لا مفر سوى زيادة إنتاج النفط وبأقصى حد للتعويض عن ضعف أسعار البرميل وفقدان الدخل المالي والحد المطلوب. وهذا الأمر أصبح واقعاً حيث بلغ السيل الزبى...
وزراء مالية معظم الدول المنتجة والمصدرة للنفط يواجهون يومياً السؤال الوحيد: أين وصل سعر البرميل اليوم؟ وردهم يكون: اتجهوا إلى البنوك العالمية. البرميل ضعيف. والنطاق الحالي غير مشجع وهو حالياً عند ما دون الـ70 دولاراً ويحوم عند 67 دولاراً للبرميل.
والسعر التعادلي المطلوب هو ما بين 90 و95 دولاراً.
هذه هي مشكلة أوبك+ اليوم.
سعر برميل النفط الضعيف سيواصل ضعفه مع عدم وجود أي مؤشر إيجابي بخصوص الطلب العالمي على النفط. لكن في الوقت نفسه، الدول النفطية التي تستطيع أن تزيد من إنتاجها النفطي هي أربع، أولها المملكة العربية السعودية، العراق، الإمارات والكويت.
وهذه الدول أصلاً زادت وستزيد من إنتاجها مرة أخرى مع بداية الشهرالمقبل، بنحو 140 ألف برميل يومياً. لكن في واقع الأمر، هذا المعدل قد لا يحقق إلا نحو 60 ألف برميل في اليوم، حيث بقية الأعضاء عند كامل طاقتها الإنتاجية، مما قد يعني أن العالم قد وصل عند حده من الطلب مما قد يؤثر سلباً على سعر البرميل.
وقد توقعت بعض البيوت المالية الاستشارية أن سعر البرميل قد يصل إلى 60 دولاراً، إلا أنه لم يتحقق حتى الآن.
حان وقت التخلي عن التضحية بخفض الإنتاج، والاستفادة الكبرى من كل برميل وكل دولار. وزيادة الصندوق المالي وخفض العجز المالي السنوي بقدر الإمكان، وزيادة الإنتاج والكشف عن الطاقات الإنتاجية.
لقد زادت «أوبك» من إنتاجها من النفط بمقدار 2.55 مليون برميل منذ بداية هذا العام، ومن المتوقع زيادتها بمقدار 1.600 مليون، وهي الكمية التي خفضتها المنظمة في أبريل 2023، حيث أوبك تقول «كفاية تضحيات وعلينا حماية حصصنا الإنتاجية واسترجاع حصصنا الشرعية من الإنتاج التي سلبت، والتي استثمرنا فيها، وترك قيادة الأسعار، للأسواق النفطية».
ولم تعد أوبك تتحمل فقدان حصصها وأسواقها النفطية.
الأمر الواقع الحقيقي أن أسعار النفط لم تتاثر بالحوادث الأخيرة، منها الهجوم الروسي على أوكرانيا والدعوات الأميركية لأوروبا لمقاطعة النفط الروسي. لكن في الوقت نفسه، قد تكون أوروبا تتساءل: ومن سيحل محل النفط الروسي؟
أميركا أصلاً تستورد مختلف أنواع النفوط من العالم رغم أنها أكبر منتج للنفط في العالم، عند أكثر من 13 مليون برميل يومياً، متفوقة على جميع دول أوبك+، ومن دون التزامات بخفض وزيادة الإنتاج، وحسب خيار المنتجين أصحاب الحقول النفطية في الداخل.
لكنّ هؤلاء المنتجين أنفسهم يعتمدون على سياسات أوبك لتحديد الأسعار والإنتاج والاستفادة الكبرى من وجود أوبك.
والحقيقة المرة أن الطلب العالمي مازال ضعيفاً ومن الصعب أن نتوقع ارتفاعاً حقيقياً في سعر النفط، يغطي العجز المالي المتوقع لمعظم دول أوبك... وعلينا الاقتراض والاعتماد على البنوك الخارجية.
وألا نلمس استثماراتنا الخارجية وتركها تحقق لنا الأرباح والعوائد المطلوبة على المديين القصير والطويل. ونحاول أن نخفض من مصاريفنا السنوية... وإيجاد البديل عن النفط، حيث إن العجز المالي السنوي سيستمر في غياب البديل. وحاجتنا إلى 90 دولاراً للبرميل لتغطية العجز المالي. وهو رقم يكاد من المستحيل تحقيقه خلال الأشهر المقبلة.
خيار زيادة الإنتاج قد يكون صعباً مما يعني ضعفاً في الأسعار. لكن ما هو الخيار الآخر وحاجتنا وحاجة دول أوبك+ إلى معدل 90 دولاراً. والفرق شاسع في الأسعار ويتجاوز معدل الـ20 دولاراً.
...التوجه نحو البنوك والاقتراض، هو الحل الأمثل الوحيد.