مع العودة إلى الدراسة، حدّد متخصصون في علم النفس أسس تأهيل الأبناء نفسياً وسلوكياً واجتماعياً بعد عطلة الصيف، مؤكدين ضرورة ضبط النوم قبل بدء الدراسة وتعويد الطلبة على عدم السهر، والابتعاد تدريجياً عن الألعاب الإلكترونية.
وقالوا في أحاديث متفرقة لـ«الراي»، إنه مع بداية كل عام دراسي، يشعر الكثير من الطلبة بالتوتر والقلق، بينما يتحمّس آخرون للعودة إلى مقاعد الدراسة، ولهذا فإن تهيئة الطلبة نفسياً وسلوكياً واجتماعياً من المنزل تسهم بشكل كبير في انطلاقة قوية للدراسة، وتضمن نجاحاً دراسياً مستمراً.
أنوار العتيبي: الحوار الإيجابي وبث الطمأنينة والاحتواء
أكدت كبير اختصاصي نفسي في وزارة التربية أنوار العتيبي، أن المرحلة التمهيدية مع العودة للمدرسة هيمرحلة في غاية الأهمية، لاسيما للطلبة المستجدين في كل مرحلة دراسية جديدة.
وبيّنت العتيبي أنه في هذه المرحلة هناك تغيير للبيئة والمجتمع المدرسي ككل، لذلك تقع على عاتق أولياء الأمور بث مشاعر الطمأنينة وتقديم الدعم اللازم والاحتواء والمحاورة الإيجابية للوقوف على المخاوف التي يشعر بها الابن والابنة، ووضع الحلول المناسبة، ورفع مستوى ثقتهم بأنفسهم، وتنظيم ساعات النوم تدريجياً قبل بدء اليوم الاول للدراسة.
ونصحت العتيبي أولياء الأموربالتواصل الفعّال مع الإدارة المدرسية ومكاتب الخدمة الاجتماعية والنفسية في المدارس، للتبليغ عن اي مشكلات صحية او نفسية يُعاني منها الطالب، وتقديم التقارير اللازمة، وذلك لتقديم الخدمات والتوصيات التي من خلالها تكون المتابعة إيجابية.
الطالب يحتاج يومياً من 9 إلى 12 ساعة والطفل من 10 إلى 13
نايف المطوع: النوم الكافي... لاستجابة المخ وتحسين الحالة المزاجية
رأى عضو هيئة التدريس بكلية الطب الأخصائي النفسي الدكتور نايف المطوع أن النوم عامل أساسي للإنسان، وفي الكويت لدينا مشكلة كبيرة في هذا الجانب، حيث تؤثر قلة النوم على التركيز والحالة المزاجية للطالب، وضعف استجابة المخ للعمل وعدم قدرته على تجريد المعلومات.
وقال المطوع لـ«الراي»، إن طالب المرحلة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية يحتاج ساعات نوم تتراوح بين 9 إلى 12 ساعة في اليوم، فيما يحتاج طفل الروضة من 10 إلى 13 ساعة، مشدداً على ضرورة تعويد الأبناء على النوم وعدم السهر، وتجنب شرب القهوة والكافيين.
وأكد المطوع أهمية ترك الأبناء للألعاب الإلكترونية ويجب على الأسرة أن تسمح بها في عطلة نهاية الأسبوع فقط كمكافأة للطالب، مؤكداً أن هذه الخطوات أساسية لضمان انتظام الأبناء في الدراسة دون مشكلات.
أكدت موجهة الخدمة النفسية السابقة في وزارة التربية هدى الحداد أن العودة للمدرسة ليست مجرد تجهيز دفاتر وملابس فقط، بل هي رحلة تبدأ من داخل الطفل، ومن دعم أسرته في الحوار، والتشجيع، والابتسامة لأن ذلك يحدث فرقاً لديه، مضيفة «لنكن شركاء حقيقيين في نجاحهم».
وقدمت الحداد في تصريح لـ«الراي» مجموعة من الاقتراحات العملية الإيجابية، التي يمكن لكل أسرة تطبيقها بكل بساطة داخل المنزل، لدعم الطالب في رحلته التعليمية.
9 نصائح للتهيئة النفسية
قدمت الحداد 9 نصائح للتهيئة النفسية هي:
1 - تحدث مع ابنك عن مشاعره.
2 - خصّص وقتاً للحديث معه عن شعوره تجاه العودة إلى المدرسة.
3 - استمع له بتعاطف، ولا تُقلل من مشاعره.
4 - جملة بسيطة ممكن تقولها له: «أكيد طبيعي تحس بتوتر، بس أنا واثق إنك قدّها، وراح يكون عام حلو إن شاء الله».
5 -حفّزه بأهداف صغيرة.
6 - ساعده على كتابة هدف بسيط لهذا الأسبوع (مثل: أرتّب حقيبتي كل يوم / أراجع دروسي أولًا بأول).
7 - الفكرة: الأهداف الصغيرة تمنح شعوراً بالإنجاز وتخفف القلق.
8 - ضبط النوم قبل الدراسة.
9 - أعد جدوله اليومي تدريجياً قبل بدء الدوام بأسبوع، ليستيقظ بنشاط في أول يوم دراسي.
6 توجيهات للتهيئة السلوكية
قدمت الحداد 6 توجيهات للتهيئة السلوكية، هي:
1 - درّبه على ترتيب أغراضه.
2 - خصص وقتاً لتجربة ترتيب الحقيبة، أو تجهيز الزي المدرسي، لتشجيعه على الاعتماد على نفسه.
3 - خصّص له ركناً هادئاً للمذاكرة.
4 - اختر زاوية مناسبة في المنزل، واسمح له بالمشاركة في تزيينها ليشعر بالانتماء إليها.
5 - قلّل وقت الأجهزة اللوحية بالتدريج.
6 - ابدأ بتقليل عدد ساعات استخدام الهاتف أو الألعاب الإلكترونية تدريجياً، دون صدام أو منع مفاجئ.
6 إرشادات للتهيئة الاجتماعية
قدمت الحداد 6 إرشادات للتهيئة الاجتماعية هي:
1 - عزّز مهارات التواصل لديه.
2 - اطلب منه التدرّب على جمل بسيطة يستخدمها في المدرسة مثل «هل أستطيع مساعدتك؟»، أو «شكرًا لك».
3 - رتّب لقاء مع أصدقائه قبل المدرسة.
4 - إذا أمكن، ادعُ أحد أصدقائه للعب أو قضاء وقت معًا، فهذا يعزز شعوره بالطمأنينة والارتباط.
5 - تحدّث معه عن التنمّر.
6 - بأسلوب بسيط، افهم منه كيف سيتصرّف إن واجه موقفاً مزعجاً، ودرّبه على طلب المساعدة من الكبار.