في خطوة تعكس حجم القلق المتزايد حول تأثير التكنولوجيا على الأطفال، أمرت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى في الولايات المتحدة بتقديم بيانات مفصلة عن روبوتاتها الدردشية (AI Chatbots).
ويستهدف التحقيق شركات مثل «ألفابت» (المالكة لغوغل)، و«أوبن إيه آي»، و«ميتا»، إلى جانب أربع شركات أخرى، وذلك بهدف فهم كيفية تأثير هذه التقنيات على الفئات العمرية الصغيرة، حيث يتطلب القانون الأميركي موافقة الوالدين لجمع بيانات الأطفال دون سن 13 عاماً، وهو شرط يشكل جوهر التحقيق.
وطلبت اللجنة من الشركات الكشف عن آليات اختبار ومراقبة تلك الروبوتات، بالإضافة إلى تدابير منع وصول الأطفال إليها، وتشمل الشركات المدققة «انستغرام» (تابع لميتا)، و«سناب»، و«إكس إيه آي»، و«كاراكتر تكنولوجيز».
وأشارت اللجنة إلى أن الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي (GAI) قد تؤثر نفسياً وعاطفياً على الأطفال، ما يستدعي ضوابط صارمة.
ويثير هذا التحقيق تساؤلات حول التوازن بين الابتكار والحماية الاجتماعية، خصوصاً مع انتشار هذه التقنيات في مجالات التعليم والترفيه. ويسعى التحقيق إلى وضع سياسات أكثر صرامة لتنظيم استخدام الأطفال لهذه التقنيات، خصوصاً مع دراسات تشير إلى أن أكثر من 60 في المئة من الأطفال يتفاعلون يومياً مع روبوتات الدردشة من دون إشراف كافٍ، ما يعزز الحاجة إلى فلاتر عمرية وأنظمة مراقبة أبوية محسنة.
كما يبرز هذا الإجراء التوتر بين التطور التكنولوجي والمسؤولية الاجتماعية. ومع استمرار التحقيق، يُتوقع أن يدفع نحو تغييرات في تصميم التطبيقات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يضمن بيئة رقمية أكثر أماناً للأجيال المقبلة.