«أنا والمهرج» من العراق ثانية و«سيرك الغابة» الإماراتية رابعة

الكويت تفوز بـ «الكنز» و«أمنية مفقودة» في ختام «العربي لمسرح الطفل 8» بـ«مركز جابر الثقافي»

11 سبتمبر 2025 10:00 م

- مساعد الزامل: الخطط قائمة للتنفيذ مع الحكومي والخاص لإعادة المسرح المدرسي
- لجنة التحكيم أوصت بعدم الاستخدام المفرط لمسائل السحر أو الخرافات والفانتازيا الصارخة

حصدت فرقة المسرح الكويتي الجائزة الأولى بفوز مسرحيتها «أمنية مفقودة»، بالمهرجان العربي لمسرح الطفل في دورته الثامنة، في حين توّجت «مؤسسة أرض بابل الثقافية» العراق، بحصول مسرحيتها «أنا والمهرج» على المركز الثاني، لتأتي مسرحية «الكنز» لفرقة مسرح الخليج العربي من الكويت في المركز الثالث، بينما حلّت مسرحية «سيرك الغابة» لفرقة «خورفكان للفنون» بدولة الإمارات في المركز الرابع.

وجاءت المراكز الأربعة الفائزة، التي أُعلن عنها مساء الأربعاء، في حفل ختام المهرجان في قاعة الدراما بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بحسب تسلسل جدول العروض، وليس بالأفضلية، وفق ما صرّح به القائمون على المهرجان.

كما كرّم الأمين المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل، ممثلاً عن راعي المهرجان وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، الفرق الثمانية المشاركة، مؤكداً أن الجميع فائز ولا يوجد خاسر، طالما أن العروض كافة لاقت الاستحسان والقبول من الجمهور.

«إحياء المهرجان»

وفيما رحب بضيوف الكويت المشاركين في المهرجان، قبيل الإعلان عن النتائج، قال الزامل إنه في ختام المهرجان العربي لمسرح الطفل بدورته الثامنة وضمن فعاليات «الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025»، سعدنا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإعادة إحياء هذا المهرجان بعد انقطاعه منذ العام 2019، لنعيد الفرحة والبسمة على وجوه أطفالنا وأبنائنا الذين لديهم الشغف ومتعة المشاهدة لعروض مسرحية منتقاة، نحاول من خلالها رفع مستوى الذائقة العامة واكتشاف المواهب وتحسين وتطوير فن الأداء الإبداعي في عالم مسرح الطفل.

ومضى «في هذا المهرجان قُدّمت ستة عروض مسرحية داخل المسابقة الرسمية وعرضان موازيان خارج المسابقة بمشاركة رائعة ومبدعة من أشقائنا من الإمارات والعراق وسوريا وتونس ولبنان والدولة المستضيفة الكويت، وقدمنا خلال هذا المهرجان خمس ورش فنية، قدمها أساتذة محترفون وأكاديميون، إلى جانب عدد من الفعاليات المصاحبة للأطفال ما قبل العروض المسرحية وعمل دؤوب من مدير المهرجان الدكتور حسين المسلم ومن زملائنا الصحافيين وإدارة الاتصال والإعلام بالمجلس الوطني الذين قاموا بالإشراف على النشرة اليومية وتوثيق كافة البرامج وجدول الفعاليات والتنظيم الرائع لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ولا ننسى الدور الإعلامي لوزارة الإعلام والمؤسسات الإعلامية بجميع وسائل التواصل الاجتماعي بمشاركة حقيقية لإظهار المهرجان بصورة مرضية ومشرفة».

ولفت إلى أن مسرح الطفل هو من أهم أولويات المجلس الوطني بدعم البراعم والناشئة، كاشفاً عن خطط قائمة للتنفيذ بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية والقطاع الخاص في تحديث مسرح الطفل وإعادة المسرح المدرسي.

«توصيات التحكيم»

في غضون ذلك، قال رئيس لجنة تحكيم المهرجان الدكتور مشهور مصطفى، إن اللجنة وجدت في هذه الدورة الثامنة من المهرجان إعادة انطلاقة قوية للمسيرة التي بدأت منذ سنوات للمهرجان العربي لمسرح الطفل في دولة الكويت، بمباركة واحتضان ودعم من جانب المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، لتجعل هذا المهرجان من الأوائل على مستوى الوطن العربي، تقديراً واحتراماً ورعاية للطفل وعالمه في دولة الكويت والعالم العربي.

وأوضح أن لجنة التحكيم التي عقدت اجتماعاتها تباعاً، قد أنجزت عملها ومهمتها بمنتهى الصدق والموضوعية وسط جوّ من الوئام والتفاهم والديمقراطية بين أعضائها خلال المناقشات وتقييم العروض.

وأعلن مصطفى، عن توصيات لجنة تحكيم، مؤكداً على ضرورة التفعيل أكثر لمشاركة الأطفال في العروض المسرحية، لا أن تقتصر الأعمال على البالغين فقط.

وألمح إلى أهمية تَناوُل موضوعات مسرحية من بيئة الطفل العربي أيضاً، مع الميل أكثر نحو استخدام الرموز العربية والمحلية من تراث وشخصيات تاريخية وعلمية وحكم وأمثال شعبية تراثية واجتماعية.

ودعا إلى عدم اللجوء كما في بعض العروض، لاقتراح حلول لنهاية المسرحية باستخدام مفرط لمسائل السحر أو الخرافات والفانتازيا الصارخة، بل البحث عن حلول واقعية لا تخلو من الإبداع والدهشة.

واسترسل قائلاً: «كذلك توصي اللجنة عند إنجاز عروض مسرح الطفل، وعند اختيارها على مراعاة الهدف بأنها موجهة للطفل ضمن هامش عمري محدد، وعدم الجنوح أحياناً نحو عالم الكبار»، متمنياً في المهرجاناتِ المقبلة أن تستأنس لجنة التحكيم برأي طفل مشارك في اللجنة.

وختم مصطفى، التوصيات بأهمية وجود مؤلف ومخرج للعرض المسرحي للطفل، لا أن يكون المؤلف هو المخرج في الوقت عينه، إلا للضرورة والحالات النادرة.

«عروض المهرجان»

وكان المهرجان شهد عرض 8 مسرحيات من الكويت والإمارات والعراق ولبنان وسوريا وتونس، استهلتها فرقة المسرح الكويتي بمسرحية «أمنية مفقودة» على خشبة مسرح الدسمة، أعقبها عرض ضيف المهرجان «كله من الزيبق» لمسرح الدمى اللبناني، وقُدم على مسرح متحف الكويت الوطني.

وشهد مسرح الدسمة ثالث عروض المهرجان «أنا والمهرج» لمؤسسة أرض بابل الثقافية من العراق.

أما العرض الرابع، فكان «القبطان والفئران» لفرقة «ماريونيت» من سوريا على خشبة المتحف الوطني.

وفيما عرضت مسرحية «الكنز» لفرقة مسرح الخليج العربي على مسرح الدسمة، احتضنت خشبة المتحف الوطني العرض التونسي «البحث عن السعادة».

وشاركت فرقة مسرح «خورفكان للفنون» من دولة الإمارات بمسرحية «سيرك الغابة» على خشبة مسرح الدسمة، كما احتضن عرضاً موازياً لمسرحية «سنووايت» لمؤسسة الرؤية الفنية، كما تضمن المهرجان خمس ورش فنية لاقت إعجاب الحضور.

«الكويت داعمة»

قال الزامل، إن دولة الكويت كانت ومازالت وستظل داعمة للثقافة والإبداع، مشيراً إلى اعتماد مجلس الوزراء بأن يكون مهرجان المسرح العربي للطفل ضمن أهم المهرجانات الرئيسية للموسم الثقافي من كل عام، بتقديم كافة الدعم المعنوي والمادي ليظل أحد أهم الروافد الثقافية في الوطن العربي.

«أوبريت مُصغّر»

بدأ حفل الختام، الذي قدّمه الإعلاميَان أحمد الرفاعي وحبيبة العبدالله، بأوبريت مصغّر صدح به صوت الفنانة شهد العميري بأغنية «أمجاد ماضينا»، بمشاركة مجموعة من الفتيات الصغيرات اللاتي تألقن بالرقص الشعبي وهن يرتدين الزي النسائي القديم، وكذلك الأولاد ممن ظهروا بالدشداشة، فأظهروا براعتهم في الاستعراض.

في حين أذهلت اللوحة الختامية للمهرجان، جمهور مركز جابر الثقافي، ممن تفاعلوا مع الرقصات الفولكلورية، خصوصاً مع رقصة «الفريسني» الشعبية.

«الوضوح والبساطة»

شددت لجنة التحكيم على أهمية الوضوح والبساطة عند تقديم أي عمل مسرحي للطفل، و«هذا من شأنه أن يوصل الفكرة والإفادة منها كهدف أساسي، وخلق متعة بصرية وسمعية وفكرية وجمالية».