كثير من النساء اليوم لا يعرفن لماذا تزوجن أصلاً؟ وليس في اهتمامهن سوى أحلام وردية رأينها بالصور ومقاطع الفيديو وانخدعن بالمظاهر، فصرن كمن يركب قارباً في لجج البحار من دون بوصلة!
العلاقة الزوجية ليست حلبة صراع على الكرامة وإثبات الوجود بين المرأة والرجل، كما تُصوره وسائل الإعلام... فالزواج يحتاج إلى قلب يُحسن التنازل. والحياة الزوجية تتطلب أحياناً التنازل عن بعض الحقوق، وهذا لا يعني ضعفاً بل وعياً. والصبر لا يعني ذُلاً بل قيادة للنفس، فـ(ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)...
فلا تتسرعي يا أختاه بطلب الطلاق لأدنى خلاف... وما أكثر اليوم الذين يهدمون البيوت ويفرقون الشمل من أجل تضخم جيوبهم فقط، ولا يهمهم بعد ذلك أين يعيش الأبناء... وكيف؟!
فاسألي نفسك قبل اتخاذ قرار الطلاق، هل دعوت الله لزوجك وذريتك بالصلاح؟ هل حاولت الإصلاح؟ وهل طرقت أبواب رحمة الله، قبل أن تغلقي بيدك أبواب البيت؟!
فليس على المرأة بعد حق الله ورسوله، أوجب من حق الزوج، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي من أي أبواب الجنة شئت)، وقال أيضاً (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة).
كم مِن النساء مَن يُراعين الآباء والإخوان، يخفن من غضبهم، ويخفضن لهم الصوت...؟
ولكنها في البيت تؤذي زوجها بلسانها، وتهدم بيتها بسوء عشرتها لزوجها، حتى أمام أبنائها؟
أين فقه المسؤولية؟ وأين ميزان الشرع؟
قال أحد الصالحين: (المرأة الصالحة لا تأتي بسعيك إنما هي رزق يُساق لمن اتقى ربه).
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة، التي تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها ومالها)...
والمرأة الصالحة لا تكثر الشكوى، ولا ترد الصاع صاعين، بل تحتسب وتحتوي وتُصلح.
يقول أحد العلماء (تزوجت امرأة حافظة للقرآن، حافظة للموطأ، ومع هذا لم أجد معها سروراً متتالياً لثلاثة أيام)!
فليست العبرة بالعلم المجرد عن العمل، بل بالسكينة والصدق والاحتواء بين الأزواج، مع الحذر من خدعة التواصل الاجتماعي التي تعلمكِ كيف تناكفين لا كيف تُقيمين بيتاً، وتبنين أسرة مترابطة... وتصورك أيها الزوجة كضحية وتنسى أن من تفتن زوجها بسوء عشرتها، وتُشقيه بكثرة طلباتها لا تفلح أبداً! واعلمي أن طاعتك لزوجك ليست عبودية بل هي عبادة لله رب العالمين.
وصبرك عليه ليس ضعفاً، بل هو قوة خفية، وابتسامتك له صدقة، ومسامحتك له هي زادك إلى الجنة... وكل صبر وكل دمعة وكل سكوت عن جدال، وكل نية لإصلاح أسرتك هي عند الله محسوبة محفوظة مضاعفة، والله لا يُضيع أجر المحسنين، والزوج والزوجة هما أعمدة الأسرة، فلا تهدموها بسوء المعاشرة بينكما!
تذكر أيها الزوج... لا تنطوي على الشكوك والحجج والأسئلة في محادثة مع شريكك، بل اترك شريكك يتحدث واستمع إليه جيداً، وهذا مما يقوي من علاقتكما. تذكر أول محادثة رومانسية مع شريك حياتك أيام الخطوبة وتصرف بالطريقة نفسها.
الحب والعلاقات الحميمة والثقة المتبادلة والرعاية والتسامح، كلها أعمدة الحب بين الزوجين، فلنحافظ عليها لنعيش حياة سعيدة، ومليئة بالحب.
المرأة التي تنحني أمام العاصفة، هي المرأة الحكيمة العاقلة التي تعمر بيتاً للأبد... والمرأة التي تقف كالعود اليابس، هي التي تنكسر، وقد لا ينجبر كسرها!
فالكويت تستحق الأفضل.