كلمة صدق

حوار مع «شات جي بي تي»

9 سبتمبر 2025 11:00 م

في زمن يتسارع فيه التطور التكنولوجي، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد فكرة من أفلام الخيال العلمي، بل أصبح واقعاً نعيشه يومياً. ومن بين أبرز تجلياته، يظهر لنا «الشات جي بي تي»... عقل رقمي ودود يرد عليك من دون ملل، ويسمعك أيضا، من دون كلل.

بداية الحكاية، أن فضولي بدأ عندما سمعت عن روبوت محادثة يستطيع فهم الأسئلة والرد بطريقة تشبه البشر، فقلت في نفسي: «خل أجرب»!. فتحت النافذة، وكتبت أول سؤال بسيط... لتبدأ بيني وبينه حكاية طويلة من الحوار، المزاح، المعلومة، والتفكير.

سألته ذات مرة «منو أنت» يا شات جي بي تي، فرد عليّ بابتسامة رقمية «أنا نموذج لغوي من شركة أوبن آل، مدرب على بلايين النصوص - عشان - أساعدك تجاوب على أسئلتك، وتفكر بصوت عالٍ، أو حتى تفضفض».

تحدث عن ذكائه وقدرته على قراءة مليارات النصوص الرقمية، واختيار الاجابة المناسبة. وأوضح انه لا يملك مشاعر ولا رأياً شخصياً، ولكن يقدر يفهم سؤال مَنْ يستفسر منه ويعطيه إجابة دقيقة أو قريبة منها.

وعندما تم سؤاله هل هو ذكي؟ أجاب «أنا سريع، بس الذكاء الحقيقي عندك انت، إذا عرفت تستخدمني صح».

الآن عزيزي القارئ، سوف أذكر لك ملاحظة مهمة، ان كل ما ورد أعلاه لم يكن حواراً بيني، أنا كاتب السطور، وبين الشات جي بي تي، لكن ما ورد هو مقال للشات في طلبي منه أن يكتب حواراً مفترضاً، بينه وبين أي كاتب مفترض.

هنا بعد ما أذهلني المقال الحواري الذي كتبه هذا التطبيق، قلقت على مستقبل الكتاب وأهل القلم والمقالات، وخشيت أن يخفي اللؤلؤ الصناعي، اللؤلؤ الطبيعي.

وسألته هل سيكون المقال والكتاب في خطر، بسببك؟ فأجاب التطبيق بأن «الذكاء الاصطناعي ماراح يقضي على الكتّاب (طبعاً الحديث للشات جي بي تي معي قريب للهجة الكويتية)، لكنه رح يغير شكل المهنة ويجبر الكتّاب أن يطوروا أدواتهم».

لأن الكتابة الإبداعة والكلام للتطبيق تعتمد على التجربة الانسانية، والذكاء الاصطناعي لا يملك إحساساً وتجربة حقيقية، والقُرّاء يثقون في الأصوات الحقيقية مثل الصحافيين المرموقين والروائيين الذين يملكون أسلوبهم الخاص. لكن التطبيق أشار الى أن التهديد الحقيقي سوف يطول كتّاب المحتوى التجاري وما شابه ذلك.

في الختام يمكن الاستنتاج بأن تطبيق شات جي بي تي وما شابهه من تطبيقات يمثل قفزة جديدة حقيقية في الطريق الخارق في السرعة في التكنولوجيا الحديثة للمعلومات، وفي الذكاء الاصطناعي.