كلما طالت مدة البقاء في الفضاء زادت المخاطر

الرحلات الفضائية تُسرِّع شيخوخة الخلايا الجذعية

7 سبتمبر 2025 10:00 م

كشفت دراسة جديدة عن أن الرحلات الفضائية تُسبب شيخوخة مبكرة للخلايا الجذعية البشرية، ما يوفر رؤى جديدة حول تأثير السفر إلى الفضاء على صحة الرواد.

وتُعد الخلايا الجذعية حجر الأساس لصيانة الجسم، إذ تتحول إلى خلايا متخصصة مثل خلايا الدم والعظام، وهذا من شأنه أن يؤثر على صحة رواد الفضاء في المهمات طويلة الأمد، مثل الرحلات إلى كوكب المريخ.

وأجريت الدراسة على خلايا جذعية من نخاع العظم تمت زراعتها في بوتقات مختبرية على متن «محطة الفضاء الدولية».

واستخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي لتحليل التغيرات في الجينوم، مكتشفين أن الجاذبية المنخفضة والإشعاع الفضائي يُنشطان الخلايا بشكل مفرط. وبما أن هذا التنشيط يستنفد طاقة الخلايا، فإنه يُقلل من قدرتها على التجدد، ما يُسرع شيخوختها.

وأظهرت الدراسة أن الخلايا الفضائية طورت تغيرات جينية مشابهة لتلك الموجودة في خلايا ما قبل اللوكيميا، ما يشبه الإجهاد المزمن لدى مرضى السرطان على الأرض، وهو الأمر الذي يُبرز تحديات البقاء في الفضاء لفترات طويلة.

ويقول الباحث الرئيسي ديفيد غوكيان من «جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو»: «كلما طالت مدة بقاء الرواد في الفضاء، زادت التحديات التي تواجه أجسامهم».

وكشف التحليل أن الجينوم المظلم، وهو الجزء غير المشفر من «دي إن إيه»، أصبح نشطاً بشكل غير طبيعي في الفضاء، ما يُسبب تغيرات جينية تُضعف الخلايا. وبما أن هذه التغيرات تُشبه ما يحدث في الأمراض المرتبطة بالعمر، فإنها تُثير تساؤلات حول سلامة المهمات الفضائية الطويلة. ويُخطط الباحثون لدراسات مستقبلية لاختبار أدوية تُعاكس هذه التغيرات، مثل مثبطات الإجهاد الخلوي.

ويُظهر هذا البحث أن الخلايا التي عادت إلى الأرض استعادت بعض وظائفها، ما يُعطي أملاً في تطوير علاجات تحمي الرواد. كما يُسلط هذا الاكتشاف الضوء على الحاجة إلى تقنيات حماية متقدمة، مثل الدروع الإشعاعية أو العلاجات الجينية.

وإذ يواصل العلم استكشاف تأثير الفضاء على الجسم محذراً من أن الرحلات إلى المريخ أو ما بعده تتطلب حلولاً مبتكرة، يبقى السؤال: هل يمكننا حماية أجسامنا من تحديات الفضاء؟... الإجابة مرهونة بالتقدم العلمي.