أكد سفير جمهورية العراق لدى البلاد، المنهل الصافي، أن صفحة الماضي في ما يتعلق بدخول المواطنين العراقيين إلى الكويت قد «طُويت وأُغلقت»، مشدداً على أن هذا التطور بالسماح لدخولهم الكويت جاء ثمرة «جهود وشراكة حقيقية»، وبتوجيهات من القيادة الكويتية وتنسيق مباشر مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، إلى جانب تعاون مختلف الأجهزة المعنية.
واعتبر الصافي، خلال مؤتمر صحافي عقده مع ممثلي وسائل الاعلام، بمناسبة توديعه البلاد قريباً لانتهاء مهام عمله، أن الرياضة لاسيما كرة القدم، كانت المفتاح لتعزيز الأواصر بين الشعبين، حيث بدأت بتصفيات كأس العالم في سبتمبر الماضي، مروراً ببطولة الخليج الـ 25 في البصرة، وصولاً إلى «خليجي 26» في الكويت، مؤكداً أن هذه المناسبات الرياضية رسخت روح المحبة والوفاء المتبادل بين الشعبين وأسهمت في تغيير الصور النمطية وفتح صفحة جديدة.
وبشأن الملفات الثنائية، أكد وجود «رغبة جادة لدى الجانبين لحل ما تبقى من قضايا»، موضحاً أن بعض الملفات أُغلق بالفعل، فيما يجري العمل عبر القنوات الدبلوماسية لاستكمال بقية الملفات، بما يعزز مسيرة التقارب ويخدم مصالح البلدين والشعبين.
وأعلن عن تعيين الدكتور أسامة الناشي سفيراً جديداً للعراق في الكويت، موضحاً أنه دبلوماسي مخضرم خدم في بعثات عدة، وكان يشغل منصب رئيس دائرة الاتصالات في وزارة الخارجية العراقية، معرباً عن ثقته في قدرته على مواصلة العمل وتطوير العلاقات الثنائية.
وكشف عن توجه لتعزيز التجارة البينية، مشيراً إلى أن العراق فعّل نظام «الترانزيت» بما يجعله ممراً حيوياً للبضائع من أوروبا إلى الخليج والعكس. وأضاف أن شاحنات تجريبية عبرت بالفعل من أوروبا مروراً بتركيا والعراق ووصلت إلى ميناء الشويخ بنجاح، في خطوة تمهّد لفتح شريان اقتصادي جديد يخدم اقتصاديات دول المنطقة.
وأوضح أنه بحث مع الجهات الكويتية المختصة السماح للشاحنات العراقية بالوصول إلى الموانئ الكويتية والعكس بما يخدم المصالح المشتركة.
فرص استثمارية
دعا السفير الصافي رجال الأعمال الكويتيين والخليجيين إلى الاستثمار في العراق، مبيناً أن هناك فرصاً واسعة في قطاعات السكن والصحة والنقل والمواصلات والبنية التحتية، لافتا إلى أن العراق عدّل خلال العامين الماضيين قوانين العمل والضمان الاجتماعي، بما يوفر حماية أكبر لرؤوس الأموال ويسهم في جذب الاستثمارات.
وجدّد الصافي شكره للكويت مؤكداً أن «التعاون مستمر وأن الأبواب ستظل مفتوحة، لمزيد من الشراكة لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين».
جالية ملتزمة
أعرب الصافي عن اعتزازه بالجالية العراقية المُقيمة في الكويت، واصفاً إياها بأنها «من الجاليات الملتزمة والمندمجة في المجتمع الكويتي»، مضيفا أنها ساهمت في الاستقرار ولم تُسجّل بحقها مشكلات تُذكر، وهو ما يعكس حرصها على التعايش في بلد جار وشقيق بكل احترام.
الدواوين... منابر اجتماعية
أشاد السفير بدور الدواوين الكويتية التي اعتبرها «منابر اجتماعية مفتوحة» ساهمت في تقريب المسافات بينه وبين أبناء الكويت، موضحاً أن حضوره الدائم في الدواوين والفعاليات الاجتماعية جعله أقرب إلى مختلف شرائح المجتمع، وساعد في ترسيخ صورة إيجابية عن العراق وسفارته، مشدداً على أن هذه التقاليد الكويتية الأصيلة مثلت جسراً إضافياً لتعزيز العلاقات الأخوية.