الجسار: المهرجان أصبح وجهةً لكل المسرحيين

افتتاح «هولوغرامي»... لـ «المسرح العربي للطفل 8» في «مركز جابر الثقافي»

2 سبتمبر 2025 11:30 م

- عرض الافتتاح أضاء بكثافة على المعالم السياحية في الكويت
- ‏«Stop» رسالة لوقف الشر... ونشر الخير

في عرضٍ «هولوغرامي» أذهل الجمهور، انطلقت مساء الإثنين، فعاليات الدورة الثامنة لـ «المهرجان العربي لمسرح الطفل» في قاعة الدراما بمركز الشيخ جابر الثقافي، برعاية وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، وبحضور ممثل راعي المهرجان الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، ومدير المهرجان الدكتور حسين المسلم، بالإضافة إلى حشد من ضيوف الكويت من ممثلي الفرق المسرحية المشاركة، والمسرحيين ومحبي «أبو الفنون»، في حين قدمت الإعلامية حبيبة العبدالله، فقرات الحفل.

«افتتاح غير مسبوق»

وشهد حفل افتتاح المهرجان - غير المسبوق في أي من دوراته السابقة - عرضاً مسرحياً بعنوان «Stop»، فكرة وتأليف وسيناريو وحوار مدير المهرجان الدكتور حسين المسلم، في حين تشارك في إخراجه كل من عبدالله التركماني ومحمد حسين المسلم، وهو من بطولة مجموعة من المواهب الغضة، التي حلّقت بالجمهور في رحلة محفوفة بالمتعة والتشويق إلى عالم الطفولة والشخصيات الكرتونية التي أحبوها، مثل «سندريلا» و«علاء الدين» و«الأقزام السبعة» و«ليلى والذيب» و«سنووايت» وغيرها.

وبدأت الأحداث عبر استخدام مجموعة من الأطفال لـ «الآيباد»، ودخولهم في عالمه المليء بالقصص الشيّقة والمعلومات المفيدة، ليجدوا ذواتهم ويعبّروا عن أحاسيسهم بلوحات مُبهرة، انسجم خلالها الأداء المبهر بالتقنية الساحرة.

كما حمل العرض المسرحي «Stop» الذي شارك فيه نحو 52 طفلاً وطفلة، رسالة إلى العالم أجمع، لوقف الشر، ونشر الخير، عبر لوحات فنية واستعراضية بتقنية «الهولوغرام»، إذ بدا المسرح كما لو أنه مجرة سحرية، لناحية الديكور والإضاءة والأزياء والموسيقى والمؤثرات البصرية والسمعية، وغيرها من عناصر السينوغرافيا التي عبّرت عن النص بأسلوبٍ سهلٍ ممتنع، يلامس الصغار والكبار.

ولعلّ الفكرة التي أوقدها الدكتور المسلم لم تكن ترفيهية أو فنية وثقافية فحسب، بل أضاءت بكثافة على أهم المعالم السياحية في الكويت، مثل الأبراج وبرج التحرير وسوق المباركية وغيرها، ليواكب بذلك رؤية الكويت في تنشيط القطاع السياحي.

وتضمن العرض مجموعة من اللوحات الغنائية شارك في كتابتها الدكتور حسين المسلم وعادل الفرحان وعبدالله العماني، بينما تولى موسيقاها وألحانها وتوزيعها عادل الفرحان فنالت استحسان الجميع لأنها اتسقت مع رسالة وأهداف المهرجان.

«الثقافة مُحرّك التنمية»

بعد انتهاء العرض، ألقى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، كلمة الافتتاح، قائلاً: «يطيب لنا في هذا المساء الذي يضيء فيه أنوار الثقافة والفن، أن نرحب بكم أسمى الترحيب، ونحتفي معاً ببدء الدورة الثامنة من مهرجان المسرح العربي للطفل».

وأضاف «نجتمع هنا اليوم، مؤكدين على إيماننا الراسخ بأن الثقافة هي محرك التنمية الحقيقي، وأن الاستثمار في عقل الطفل هو أفضل استثمار في مستقبل الأمة».

وأشار إلى أن التجارب أثبتت على مرّ العصور أن المسرح ليس مجرد فن ترفيهي، بل هو أداة تربوية بالغة الأهمية. مضيفاً بالقول: «إنه نافذة يطل منها الطفل على العالم، ومرآة تعكس له القيم النبيلة، ومنبر يكتشف فيه ذاته ويطور مهاراته. ومن هذا المنطلق، حرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، منذ عقود، على رعاية هذا المهرجان ليكون ليس فقط محطة فنية، بل منصة لتبادل الخبرات، وإثراء الوعي، وصقل المواهب، وغرس بذور الإبداع في نفوس أطفالنا».

وتابع الجسار «تأتي هذه الدورة لتؤكد على استمرارية هذا العطاء الثقافي في عام تحتفل فيه الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي. فقد أصبح المهرجان وجهةً للمسرحيين العرب، مقدماً باقة متنوعة من العروض المسرحية التي تلامس قضايا الطفل وتطلعاته، بالإضافة إلى ورش العمل المتخصصة التي تهدف إلى بناء جيل جديد من الفنانين والكتاب والمخرجين المسرحيين».

ولفت إلى أن مثل هذه الأنشطة تنمي لدى الأجيال القادمة القدرة على التفكير النقدي والتحلي بالإبداع وترسيخ الهوية الثقافية.

ومضى يقول: «إننا نؤمن بأن كل عمل فني هادف، وكل مسرحية تعليمية، وكل ورشة عمل متخصصة، هي خطوة نحو بناء جيل قادر على التفكير النقدي، والتحلي بالإبداع، والتمسك بهويته الثقافية. ولذلك، فإننا نوجه كل الدعم والتقدير لكل جهد يصب في هذا المسار».

ولم يَفُت الجسار أن يتوجه بجزيل الشكر والامتنان لكل الوفود المسرحية العربية التي قال إنها قطعت المسافات للمشاركة معنا في هذا العُرس الثقافي، ولكل فنان وكاتب ومخرج وممثل وعامل في الكواليس، ساهم في إثراء هذا المهرجان بعطائه.

وزاد «كما أتقدم بالشكر الخاص للجهات الحكومية والخاصة التي قدّمت الدعم والرعاية، ولجميع الإعلاميين الذين يحرصون على تسليط الضوء على هذه الفعاليات المهمة».

ودعا الجسار، في ختام كلمته، الصغار والكبار إلى الاستمتاع بما يقدمه المهرجان من إبداعات، و«أن نخرج منه بمسؤولية جديدة تجاه أجيالنا، ملهمين ببصيص أمل يرسم ملامح مستقبل ثقافي أكثر إشراقاً».

«الحكايات المُلهمة»

في غضون ذلك، ألقى الأمين العام المساعد لقطاع الفنون رئيس المهرجان مساعد الزامل كلمة وجّه خلالها شكره إلى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، على جهوده في إقامة المهرجان، و«كذلك الشكر إلى الدكتور حسين المسلم الذي تحمّل المسؤولية بإقامة المهرجان لإيمانه بقيمته».

وطالب الزامل، صُنّاع المحتوى للحالة المسرحية أن «يركزوا على حكاياتنا لأن الوطن العربي مليء بالحكايات الملهمة، خصوصاً لأطفالنا، لبناء جيل جديد مشرق يخدم قضايا مجتمعه».

«أحلام الأطفال»

من جهته، أكد الدكتور حسين المسلم، أن عودة المهرجان بهذا الزخم والشكل المميز غرس في نفسه شعوراً خاصاً.

وقال: «اليوم أشعر أن قلبي بدأ ينبض مئة في المئة بعودة هذا المهرجان، خصوصاً بهذا الشكل الذي ظهر فيه الافتتاح وبأهمية وجود الطفل»، مشيراً إلى أن الكلمة الأساسية المعبرة في هذه التظاهرة الثقافية هي كلمة الأطفال أنفسهم.

وأوضح المسلم، أن الرسالة الأبرز التي يطرحها المهرجان تتمثل في تساؤل الأطفال: «ما هو دورنا في المهرجان؟»، مجيباً عن سؤالهم أن ما يكتب على خشبة المسرح هو ما يعبّر عن رؤيتهم وأحلامهم، مبيناً أن الأطفال كتبوا ووضعوا النقاط على الحروف من خلال عرض الافتتاح.

«التحكيم والمشاهدة»

ضمّت لجنة التحكيم كلاً من الدكتور مشهور مصطفى رئيساً، وعضوية الدكتور شبير العجمي، يوسف بوهلول، الدكتور محمد نور الدين، وخالد المظفر.

أما لجنة المشاهدة فقد ضمّت الدكتورعجاج سليم رئيساً، إلى جانب عضوية كل من أحمد البلوشي، حسين المفيدي، الدكتور عدنان سلوم، عبدالناصر الزاير.

«الفريق الفني»

جاء عرض الافتتاح من إخراج عبدالله التركماني ومحمد حسين المسلم، سينوغرافيا وديكور حسن الملا، والإضاءة لفاضل النصار، أما إيمان السيف فقد تكفّلت بتصميم الأزياء، و«جرافيك» لعلي رضا في حين قام بتصميم الرقصات رمضان إياد.