وزيرة الاستيطان تتّهم رئيس الأركان بـ «الجبن»

وثيقة داخلية للجيش الإسرائيلي تقرّ بفشل «عربات جدعون»

1 سبتمبر 2025 10:00 م

كشفت قناة 12 العبرية، عن مواجهة حادة خلال اجتماع الحكومة ليل الأحد، بين رئيس الأركان ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك، بعد إعراب إيال زامير عن تأييده عقد صفقة جزئية وقوله للوزراء «يوجد اقتراح على الطاولة يتوجب الأخذ به»، معتبراً أن عملية «عربات جدعون وفرت الظروف لإعادة المختطفين»في قطاع غزة.

وخلال الاجتماع، دعت ستروك للعمل في كل أرجاء قطاع غزة، معتبرة أن تأييد صفقة جزئية هو«جبن».

واقتطفت من المصادر اليهودية القديمة عبارة «كل من قلبه رقيق يتوجب عليه الجلوس في بيته لا أن يعمل على إجبار أخيه على رقة القلب مثله».

أدرك زامير أنها تتهمه بالجبن ورفع صوته قائلاً«أنا أتخذ قرارات جبارة لم يتخذها أحد. إذا كنتم تريدون انضباطاً أعمى إحضروا شخصاً آخر».

وعرض زامير، خلال المداولات عمل الجيش في مناطق يبدو أن مختطفين يتواجدون فيها، فقالت ستروك «من المحظور وجود منطقة في غزة لا يتوجب الوصول إليها، لأن هذا يهدد غلاف غزة والجنوب».

وأضافت «من أجل حسم الحرب يتوجب السيطرة على جميع هذه المناطق وعدم تركها كجيب إرهاب فوق وتحت الأرض».

وحول التخوف من قتل مختطفين، تابعت «يتوجب بذل مجهودات من أجل عدم المس بهم».

«عربات جدعون»

وفي ما يتعلق بـ «عربات جدعون، ذكرت صحيفة«إسرائيل هيوم» أن زامير أعلن الأسبوع الماضي أن العملية التي بدأت في مايو الماضي«حققت أهدافها»، لكن وثيقة داخلية أعدها الجيش استعداداً للمرحلة المقبلة من احتلال قطاع غزة، أكدت بصورة جازمة وواضحة... «لقد فشلنا».

وورد في الوثيقة«ارتكبت إسرائيل كل الأخطاء الممكنة، إذ تشن إسرائيل حرباً بصورة مناقضة لنظرياتها الحربية».

وتابعت أن «إسرائيل قدمت مصادر للعدو، وأدارت حرباً من دون جدول زمني ولا إدارة صحيحة واستنزفت قواتها وفقدت الدعم الدولي... أساليب قتال الجيش لم تتوافق مع النظريات الحربية المهنية، وذلك على العكس من حماس التي التزمت بصورة دقيقة بالنظريات الحربية للمنظمة».

وأضافت تحت عنوان بالخط العريض «توفرت لحماس كل ظروف البقاء من أجل النصر ـ مصادر، جدول زمني وأساليب قتال ملائمة».

وأكدت الوثيقة أن «بعض الأهداف المركزية للحرب لم تتحقق: لم يتم هزيمة حماس لا عسكرياً ولا سلطوياً، لم تتم إعادة المختطفين لا من خلال صفقات ولا من خلال القوة العسكرية».

وتضمنت في المقابل، الإنجازات التي تم تحقيقها: «إبادة تامة للبنى التحتية لحماس في منطقة الفريمتر وفي مناطق أخرى، وجهت ضربة قوية لنشطاء حماس وقدراتها، اغتيال قيادة حماس مع التأكيد على يحيى السنوار وإعادة جثث مختطفين».

ومن بين أسباب الفشل، «عمل إسرائيل من خلال منطق الردع لا منطق الحسم، وذلك بهدف إحراز تقدم على عقد صفقة أخرى، الأمر الذي أدركته واستغلته حماس».

وجاء في الوثيقة أن «إسرائيل فشلت بتخطيط وتنفيذ المساعدات الإنسانية ومكنت المنظمة من قيادة حملة إعلامية كاذبة لكن فعالة حول التجويع، راجت على الساحة الدولية».

وأضافت «انهار المنطق العسكري في الاجتياح البري: لم يتم حشد المجهودات في مراكز الثقل. عادت القوات للعمل في المناطق التي سبق وعملت فيها، وأدى المسار البطيء الناجم عن نقص المصادر وتفضيل مبدأ الحماية إلى لجم إنجازات كبيرة».

وأكدت أنه «لم تتم إدارة الحرب وفقاً لجدول زمني واضح وتم التركيز على حماية القوات عوضاً عن التركيز على تنفيذ المهام، الأمر الذي أدى إلى استنزاف القوات والأسلحة. تضاف لذلك المواجهة الفاشلة في حرب العصابات المحنكة التي تخوضها حماس، الأمر الذي أدى إلى عدم تحقيق هدف الحسم الميداني».