حروف باسمة

فم السّماء تبسّم وثناء

1 سبتمبر 2025 10:00 م

تبتسم الكائنات وتستبشر المخلوقات وتهدأ النفوس وتسعد القلوب بمولد المصطفى رسول الرحمة والإنسانية أبي القاسم محمد، صلى الله عليه وآله وسلم.

أُرسل إلى الناس وهم حيارى، فجاءهم بالرحمة ووحّد قلوبهم في الإيمان فاستقرت الأنفس بذِكر الله.

نبي أتانا بعد يأس وفترة

من الرسل والأوثان في الأرض تعبد

فأمسى سراجاً مستنيراً وهادياً

يلوح كما لاح الصقيل المهندُ

أتى رسول الرحمة ليخرج الناس من هوة مهانة إلى أوج كرامة جعل القلوب الشتى موحّدة بالتقوى فأصبح الناس كلهم قلباً واحداً ويداً واحدة تجمعهم أُخوة الإسلام وتوحّد قلوبهم رحمة رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم التي نشرها بينهم.

السلام عليك يا سيدي يا رسول الله في كل يوم تطلع فيه الشمس وتكحل نورها بضياء دين رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وتطمئن قلوبها بهُدى المصطفى المختار عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

عزيزي القارئ، ونحن في هذه المناسبة العطرة دعنا نقرأ ما قاله عميد المنبر الحسيني الشيخ الدكتور/ أحمد الوائلي، رحمه الله، في هذا الصدد:

أتيتك بالأشواق أطفو وأرسبُ

وكلي آمالُ وكلك مطلبُ

ملكتَ على بُعد الديار مشاعري

فأنتَ إلى قلبي من الفكر أقربُ

إلى أن دنت مني الدّيارُ وأصبحت

قبابُك في عيني تهلُّ وتغرب

تلاشت حدودي في حدودك والهوى

توحد أشتاتُ به وتذوبُ

قعدت وما إلاك عند مشاعري

فأنت بها فكر ودينُ ومذهبُ

قطعت إليك البيد شاسعة المدى

إذا ما تقضّى سبسبٌ جد سبسبُ

تخايل فيها الرمل أن صار معبراً

إليك ودرب للحبيب محببُ

ولاح عليه رسم أخفاف ناقةٍ

غزوتَ عليها يوم لله تغضبُ

وقافلة مازال رجع حدائها

يغرّد في بدرٍ وأُحدٍ ويطربُ

عليها من الصَّحب الكرام عزائمُ

إلى الآن بالصحراء منها تلهبُ

يقود بها للفتح فكر معمقٌ

ويحدو بها للنصر سيفٌ مجربُ

وما قام مجد أو تسامت حضارةٌ

بغير النهى يفتن والسيف يضربُ

ولما وطأت المسكَ من أرض طيبةٍ

وهَبّ عبيرٌ من شذى الخُلدِ أطيبُ

وأقحمت طرفي لجةَ النور لوّحتْ

شمائل أشهى من خميلٍ وأعذبُ

تخيلت عشراً من قرونٍ وأربعاً

ستبعدُ طرفي عن رؤاك وتحجبُ

ولكن رأيت الأمس عندي بسحرهِ

ثرياً كما تهوى الجلال ويطلبُ

كأن السنين الذاهبات وبُعدها

مرايا بها تدنو إليّ وتقربُ

ولملمتُ طرفي من سَناك ولمعهِ

كذا الشمسُ تعشو العينُ منها وتتعبُ

وراودتُ فكري أن يعيك فردَّه

بأنك أوفى من مداه وأرحبُ

فآويت للذكرى يمسّ سلافها

فمي فإذا ريقي لها يتحلبُ

وهوّمتُ للأصداء تُسكر مسمعي

بأنغامها فالدهرُ هيمانُ مطربُ

سماحاً أبا الزهراء أن جئتُ أجتلي

سناك وأستهدي الجلال وأطلبُ

إذا لم تؤمل فيض نورك ظُلمتي

فمن أين يرجو جلوةَ النورِ غيهبُ؟

اللهم إنا نسألك بمحمد المصطفى، صلى الله عليه وآله وسلم وبآل بيته الطيبين الطاهرين وبأصحابه الغر الميامين أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تحفظ هذا البلد وأهله والساكنين على أرضه وأميره القائد إلى الخير حتى تمخر سفينة الكويت شامخةً تنثر الخير في ربوع المعمورة وأن ترحم الذين وفدوا إليك من أهل هذه الديرة وجميع المسلمين برحمتك الواسعة وأن ترحم الدكتور/ أحمد الوائلي، إنك أنت ولي ذلك والقادر عليه.

إن كان لا يرجوك إلا محسن

فبمن يلوذ ويستجير المجرم

أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً

فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم

ما لي إليك وسيلة إلا الرجا

وجميل عفوك ثم إني مسلم