عقول تُهاجر... وأبواب تُغلق (3) من شتات الأبناء... تُصنع الفرص

31 أغسطس 2025 10:00 م

«مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ»... لا يخفى على أحد ما يحدث حالياً في بعض دول الغرب، من انحلال أخلاقي، وازدياد معدلات الجرائم.

في إحدى المساحات الصوتية، كنت أستمع إلى نقاشات المغتربين العرب، الذين يعيشون في الغرب، والمعاناة التي يواجهونها بسبب أبنائهم!

تحدثت إحدى الأخوات الشاميات قائلةً، إنها لا تريد الاستمرار في العيش هناك، القوانين أصبحت لا تساعد على تقويم الأسرة، بل على العكس، فهي تروّج للانحلال الأخلاقي، من دون استحياء.

وهذه فائدة عظيمة، للعرب بشكلٍ عام، وللخليج بشكلٍ خاص، فرصة ينبغي أن يستغلوها استغلالاً جيداً.

ينقسم المغتربون، إلى موظفين وتجار، ويحصل بعضهم على رواتب عالية، ولكن الأسرة أهم من كل ذلك، فهي الحياة والاستقرار.

فالأخت أُمٌّ لطفلتين، تخشى على أخلاقهِما، مثلها مثل أي أُم عربية صالحة، وكانت تسأل عن معدلات الرواتب في الكويت، والسعودية والإمارات، بالتحديد. وطريقة الحصول على الإقامة، خصوصاً الإقامة الدائمة.

كانت تعبر عن عجزها، وخوفها -في المستقبل- من عدم القدرة على أن تسيطر على بنتيها، من أي شيء.

وكانت لها صديقة، لديها ابنة شابة، تتمرد وتتغيب عن منزلها، لأيامٍ عدة، تخرج مع غرباء، ومن دون مبالاة، ولا احترام، عجز أهلها عن ردعها، أو تهذيبها على الأقل! فالمجتمع المحيط له أثر بالغ في ذلك، ولكن المصيبة حلت، ولا سبيل لحلها إلا الصبر والاحتساب.

ذلك هو الخوف المستمر الذي يلاحق أغلب المغتربين، خوفٌ لا يتعلق بالرزق فقط، بل بمصير الأبناء... وغموض الغد.

رسالة

هم لا يبحثون عن الرفاه، بل عن التوازن... بين دخلٍ كريم، وبيئةٍ آمنة لأبنائهم.

يريدون بلداً يحفظ حقوقهم، ويحترم عاداتهم، ويمنحهم ما يستحقونه، دون كفيلٍ يتاجر بهم أو يبتزهم من أجل إجازة.

ختاماً

في 2 أغسطس 2016، رحل عن عالمنا العالم العربي الكبير أحمد زويل، بعد مسيرة علمية حافلة قضاها في الولايات المتحدة، ودُفن في وطنه مصر.

نسأل الله له الرحمة والمغفرة، ولأمثاله من العقول المهاجرة، وأن يُكتب لهم القبول في الدنيا والآخرة... آمين.