أكدت أن نهجهن يتميّز بالتركيز على الحوار وبناء الرؤى المشتركة

رئيسة بعثة جنوب أفريقيا لـ «الراي»: النساء يُضفن للدبلوماسية... بُعداً إنسانياً

30 أغسطس 2025 10:00 م

- الشكوك في قدرات النساء لا تزال قائمة... حتى في أكثر الديمقراطيات تقدماً
- الدبلوماسية ليست اتفاقيات وسياسات فحسب... بل فعل رحمة يُعيد الكرامة والأمل للناس
- النزاهة والوطنية والتواضع... بعض صفات الدبلوماسي الناجح

أكدت رئيسة بعثة جنوب أفريقيا لدى الكويت، بوسيزيوا مبونغوزي، أن النساء يضفن بُعداً مختلفاً في أسلوب العمل الدبلوماسي، إذ يتميز نهجهن بالتركيز على الحوار والتشاركية وبناء الرؤى المشتركة، إلى جانب القدرة على حل النزاعات بصورة مستدامة.

وأوضحت مبونغوزي، في لقاء مع «الراي»، أن صوت المرأة يحمل بُعداً إنسانياً وتوافقياً يجعله مؤثراً في النتائج النهائية للمفاوضات.

وكشفت مبونغوزي عن أن دخولها ميدان العلاقات الدولية، لم يكن خياراً عابراً، بل ثمرة لتجارب مبكرة وغنية، منها مشاركتها في تنظيم جنازة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، وكأس العالم 2010، وعدد من القمم الدولية الرفيعة.

وأضافت أن تلك المحطات ألهمتها رؤية الدبلوماسية كجسر للتواصل وبناء الثقة، ما دفعها للانخراط في برنامج تدريبي مكثف بوزارة الخارجية بجنوب أفريقيا، حيث وجدت رسالتها الحقيقية في خدمة وطنها عبر العمل الدبلوماسي.

موقف مؤثر

وأشارت مبونغوزي إلى أن الشكوك في قدرات النساء لا تزال قائمة حتى في أكثر الديمقراطيات تقدماً، مؤكدة أنها واجهت ذلك في بدايات مسيرتها بالعمل الجاد والانضباط والإتقان تحت الضغط، ليصبح الأداء هو الرد الأقوى على أي تشكيك.

واستذكرت موقفاً ترك أثراً عميقاً في مسيرتها، حين زارت مع طاقم السفارة مأوى للعاملات الوافدات في الكويت ضمن فعاليات يوم نيلسون مانديلا العالمي، وشاركت النساء في أنشطة فنية ورياضية. وقالت: «رأيت الابتسامة تعود لوجوه أنهكها التعب، فشعرت أن الدبلوماسية ليست فقط اتفاقيات وسياسات، بل أيضاً فعل رحمة يعيد للناس كرامتهم وأملهم».

صفات النجاح

وشددت مبونغوزي على أن النزاهة والوطنية والذكاء في التواصل والوعي الثقافي والتحليل الاستراتيجي، إلى جانب التواضع والمرونة، هي صفات أساسية للدبلوماسي الناجح.

ووجهت نصيحة إلى الجيل الجديد من النساء الراغبات في دخول السلك الدبلوماسي، قائلة إن «الدبلوماسية ليست هواية، بل رسالة تتطلب الشغف لخدمة الوطن، والاستعداد لتحمّل مسؤولية التأثير المباشر في حياة الآخرين».

واختتمت مبونغوزي حديثها بالتأكيد أن الدبلوماسية الحقيقية لا تُقاس بعدد الاتفاقيات الموقعة فقط، بل بقدرتها على لمس حياة الناس وبناء جسور من الثقة والتعاون بين الأمم.

الكويت محطة مؤثرة وشعبها طيّب

وصفت بوسيزيوا مبونغوزي، سنوات عملها في الكويت، بأنها محطة غنية ومؤثرة، مشيرة إلى أنها وجدت بيئة حاضنة للعمل الدبلوماسي بروح الانفتاح والاحترام.

وأكدت أن العلاقات الكويتية – الجنوب أفريقية تتطور باستمرار في مجالات التجارة والسياحة والتعاون الثقافي، لافتة إلى تزايد اهتمام الكويتيين بزيارة جنوب أفريقيا.

وأشادت بحفاوة وطيبة الشعب الكويتي، مؤكدة أنها لم تشعر يوماً بالغربة، بل كأنها بين أهل يقدّرون الاحترام المتبادل.