كشف علماء وباحثون في «جامعة نورثويسترن» الأميركية أخيراً عن نجاحهم في تطوير استراتيجية علاجية رائدة وواعدة لمكافحة الأورام السرطانية، وهي الاستراتيجية الأولى من نوعها، إذا أنها لا تعتمد على مهاجمة خلايا الأورام مباشرة لتدميرها، بل أنها ببساطة تنزع من تلك الخلايا الخبيثة قدرتها على التكيف والتكاثر ومقاومة العلاجات وبالتالي تحتويها وتكبح انتشارها في الجسم تمهيداً لاستئصال الورم.
ويعتمد هذا النهج الرائد على إعادة برمجة الخلايا لتصبح أكثر عرضة للتأثر بالأدوية، وهو الأمر الذي يمثل تحولاً في نهج مكافحة السرطان.
ومن خلال دراستهم، طور مهندسون طبيون حيويون في الجامعة نهجاً جديداً تماماً لمعالجة السرطان، وهو النهج الذي ضاعف فعالية العلاج الكيميائي في دراسات مختبرية أجروها على حيوانات تجارب.
وبدلاً من التركيز على مهاجمة وقتل الخلايا السرطانية مباشرة، يمنع هذا النهج الواعد تلك الخلايا من أن تتحور وتتنكر بطرق تسمح لها بمقاومة العلاجات، وهو الأمر الذي يجعل المرض الخبيث أكثر عرضة للأدوية. وحتى الآن، أدى هذا النهج إلى القضاء شبه الكامل على السرطان في زراعات الخلايا، كما عزز تأثير العلاج الكيميائي بشكل كبير في نماذج فئران لسرطان المبيض البشري.
وقد نُشرت الدراسة في العدد الحالي من مجلة «بروسيدنغز أوف ذي ناشيونال أكاديمي أوف ساينسيز» العلمية المرموقة، وهو الأمر الذي يبرز مدى أهميتها البحثية.
ويتميز السرطان بسمات فريدة عديدة، لكن سمته المحددة الأكثر خطورة تكمن في قدرته الاستثنائية على البقاء والانتشار من خلال التمويه والتكيف بأساليب جديدة باستمرار حتى تحت هجوم الجهاز المناعي أو العلاجات الطبية القوية. وقد يتقلص الورم السرطاني أو يتباطأ، لكنه نادراً ما يختفي تماماً. وبينما تساهم الطفرات الوراثية في هذه الصلابة، إلا أنها تحدث ببطء شديد لمواجهة كيفية تكيف خلايا السرطان بسرعة.