حروف باسمة

أبو عدنان... نجم في سماء الإبداع

25 أغسطس 2025 10:00 م

ديرة جميلة سماؤها صافية كصفاء قلوب أهلها، ما أجمل تلك السماء التي تتلألأ نجومها ونحن نستلقي على أسرّتنا في أسطح منازلنا ونراقب نجوم السماء ونلاحظ جمال بريقها وبعدها نستمتع بهذا المنظر الجميل، وكذلك مبدعو هذا الوطن يتألقون في أعمالهم كتألق نجومها يجدون بما يمتلكون من مواهب طيبة وقدرات واثقة واستعدادات راشدة.

من هؤلاء النجوم الفنان عبدالحسين عبدالرضا، رحمه الله.

تألق في مسيرته الفنية وأبدع في أدائه وأسعد الأمة في خفة ظله وإشاراته الجادة المفعمة بروح الفكاهة التي تسعد القلب وتقدم النصيحة في أسلوب تضفي عليه البسمة.

أبو عدنان المتألق في نهجه الواضح في كلمته، المرشد في إشارته جعل أبناء وطنه يضحكون ولكنهم يستفيدون من ضحكهم بفكره ومن راحتهم بدليل نحو اقتنائهم لفكر في مواضيع شتى.

مسيرة الحياة تكون حافلة بالعطاء والذين يقتحمون عباب أمواجها يحققون الكثير ويبذلون الكثير ويقدمون الكثير ولكن مشيئة الله الكريم لابد وأن تكون.

رأيت بني الدنيا كوفدين

كلما رحل وفدٌ حل في إثره وفد

وكل يجد السير عنها ونحوها

فيأتي بذا مهد ويمضي بذا نعش

بزغ هذا النجم في دروازة عبدالرزاق، فريج العوازم في منطقة شرق عام 1939 لأبٍ يعمل بحاراً وهو السابع من بين إخوته الأربعة عشر، تلقى تعليمه مجداً مجتهداً ومثابراً في الكويت حتى مرحلة الثانوية العامة وذلك في مدرستي المباركية والأحمدية... هو فنان كويتي كوميدي، وأحد روّاد الحركة الفنية في الخليج العربي، اشتهر بأعماله المسرحية والتلفزيونية التي قدمت نقداً اجتماعياً ورمزياً بأسلوب فكاهي مؤثر.

أسس فرقاً مسرحية عدة وشارك في تأسيس الحركة الفنية في الخليج وقدّم مسرحيات شهيرة مثل «باي باي لندن» وعمل في وزارة الإعلام في قسم الطباعة وسافر في بعثة إلى مصر عام 1956 لدراسة فنون الطباعة.

وعام 1961 سافر في بعثة الى ألمانيا لاستكمال دراسته في المجال نفسه وتدرّج في الوظائف الحكومية حتى وصل إلى منصب مراقب عام قسم الطباعة في وزارة الإعلام.

وفي 1961 قدّم دوراً على المسرح باللغة الفصحى في مسرحية «صقر قريش» حيث كان بديلاً للممثل عدنان حسين، فأثبت نجاحه أمام المخرج زكي طليمات.

واستمر يقدم بعض الأعمال المسرحية والفنية إلى أن تقاعد من عمله في وزارة الإعلام عام 1979 ليتفرغ كلياً للتمثيل.

على الرغم من توعك صحته فإنه لم يتأخر عن مواصلة الجد في رسم الابتسامة على محيا مشاهديه وذلك بالقول الهادف والاشارة الراشدة.

اشتد ألمه نظراً لإصابته بعدد من الأزمات الصحية ادخل على اثرها المستشفى في لندن لإجراء عمليات قسطرة قلبية انتقل على اثرها إلى رحمة الله الكريم في 11 أغسطس عام 2017.

اللهم بارك لعبدالحسين عبدالرضا في حلول دار البلاء وطول المقامة بين اطباق الثرى واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له واخلف على أهله وذويه ومحبيه بالصبر والسلوان إنك ولي ذلك والقادر عليه.

ومهما أعادوا بعض أعمالك فلن يستطيعوا بلوغ موهبتك والتغلغل في قلوب أحبائك.

أبو عدنان نسخة فريدة مهما حاولوا أن ينالوا منه فلن يستطيعوا لأن النصر من عند الله العزيز الحكيم.

وما لنا إلا أن نقول ما قالهُ الأديب المتألق علي السبتي:

بكيت دماً لو في الرزايا دمٌ يجدي

ذوبت روحي كل روحي على خدي

ولكن من قد راح ليس بعائدٍ

أترجع الأيام من بات في اللحد

في أمان الله وحفظه يا أبا عدنان.