قيم ومبادئ

جمال المرأة بذكائها!

21 أغسطس 2025 10:00 م

من المتفق عليه أنه لا يوجد في العالم زوج مثالي ولا زوجة مثالية -باستثناء الأنبياء وأزواجهم- وليس تصرف الزوج بصواب في كل حال، ولا اعتراض الزوجة عليه بصواب في كل حال، ولكن الصواب في كل حال أن يكون للوحدة الاجتماعية نظام وأن يكون للنظام رئيس يتولاه...

كما أنه لا جدال في حق الأب على أبنائه القصّر إذا خالفوه واستوجبوا عقابه، فليس يقدح في هذا الحق، إلا أنه لا يوجد في العالم آباء مثاليون ولا أبناء مثاليون -إلا من رحم الله وعصم- وأنه ليس كل جزاء يوقعه الأب بأبنائه عدلاً وصلاحاً... كما أن إلغاءه أخطر من الخلل في تنفيذه.

وليس حلاً أن تخرج المرأة من بيت زوجها لمجرد أن يطرأ أيّ خلاف بينهما... أو أن يحضر القاضي أو الشرطة في كل خلاف ويفصلوا فيه بالجزاء...

ولكن الحلّ الأمثل أن يُعهد إلى عائل البيت بتدارك الخلاف بوسائله بين أحضان البيت وأسوار الغُرف، وهو المسؤول عما يجنيه وما يؤدي إليه إذا بلغ الكتاب أجله...

والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن الخلاف والوفاق في الأسرة يدوران مع كوامن النفوس ولحظات الطرف والبشاشة والعبوس. وقد يبدأ الخلاف وينتهي في لحظة. وقد ينشأ في كل ساعة بسبب تتبدل فيه أذواق الطعام أو اللباس! ودواعي زوارة الأهل والاستقبال للأصحاب أو دعوات الأعراس!

والمرأة تعلم أنها ضعيفة إلى جانب الرجل... ولكنها لا تأسى لذلك ما علِمَتْ أنها فاتنة له أو أنها تغلبه بلين أسلوبها وابتسامتها وقادرة على تعويض ضعفها إلى جانب الرجل بما تبعثه فيه من شوق إليها ورغبة فيها من حُسن تبعُّلِها لزوجها وهنا يبرز جمال المرأة الخُلُقي بعد جمالها الخَلْقِي في احتواء زوجها وصولاً لاستقرار بيتها وأسرتها.

والأسرة وحدة اجتماعية مهمة في استقرار المجتمع وتحتاج كغيرها من مكونات المجتمع إلى نظام خاص بها الذي تعوّل عليه المرأة في جمع شمل أسرتها وإصلاح شأنها وحل الصعوبات والمنعطفات التي تعرض لأفرادها... ولكنها أحوج من سائر الوحدات إلى الدقة والحكمة والصبر في نظامها الخاص بها فلكل بيت أسراره ولا يمكن قياس بيت على بيت آخر لاختلاف الظروف والنفوس... ولأن هذا النظام إذا ناسب هذه الأسرة فليس بالضرورة يناسب غيرها.

ولنأخذ على ذلك مثلاً لنوضح المسألة الشركة التجارية -مثلاً- تشكل وحدة اجتماعية لها نظام تأسيسها حسب القانون كما لها نظام داخلي خاص حسب الإدارة العليا فيها ومع هذا وذاك لا بد من روح المودة وصدق المعونة بين جميع موظفيها لحُسن انتظام سير العمل وتحقيق المصلحة العامة والمتبادلة والعمل بروح الفريق الواحد!

أما الأسرة فلا ينفعها أن تعوّل في علاقاتها على الشروط التي يفصل فيها وازع القضاء أو وازع وزارة الداخلية فهذا لم ولن يجعلها تتماسك من الانهيار... إن لم تتماسك بينها بنظام يغنيها عن تحكيم القانون في كل خلاف يطرأ في حياتها اليومية.

وهذا النظام يكمن في ذكاء المرأة.

فهل نصل إلى تخفيض نسبة الطلاق بالكويت؟!