ابتكار تقنية صينية غير مسبوقة... تجعل الدماغ أو القلب شفافاً!

19 أغسطس 2025 10:00 م

طور فريق بحثي تابع لجامعة «تسينغ هووا» الصينية تقنية جديدة تجعل الأعضاء البشرية الداخلية - مثل الدماغ أو القلب - شفافة، ما يتيح رؤية داخلية استثنائية لأعماقها الداخلية. ووجد الفريق طريقة لجعل الأنسجة البيولوجية شفافة مع الحفاظ على سلامة هيكلها، وإنتاج صور ثلاثية الأبعاد «دقيقة للغاية وحية» للأعضاء.

الدراسة، المنشورة حديثاً في مجلة «Cells» العلمية، أسفرت أن هذه الطريقة تحول الأنسجة إلى مادة زجاجية أيونية شفافة للغاية، مع الحفاظ على شكل النسيج الأصلي. وتعتمد التقنية على تعزيز سطوع الأصباغ الفلورسنتية التي يستخدمها العلماء لتسليط الضوء على الخلايا والجزيئات، ما يوفر رؤية أكثر وضوحاً.

وأكد الباحثون أن الطريقة «تحضر نسيجاً زجاجياً أيونياً شفافاً للغاية مع الحفاظ على مورفولوجيا النسيج الأصلية». وفي درجات الحرارة المنخفضة، يشكل النسيج صلباً زجاجياً يحافظ على سلامته الهيكلية، ويمكن تخزينه لفترات طويلة.

ووفقاً لمنشور لجامعة «تسينغ هووا» تمكن الفريق من كشف الاتصال الدقيق للخلايا العصبية الفردية في الدماغ البشري، ودراسة أعضاء فئران تجارب.

وأجرى الفريق تجارب على أعضاء بشرية وفئران، ما أظهر قدرتها على الكشف عن التفاصيل الدقيقة دون تلف. ويُتوقع أن تساهم هذه التقنية في تقدم الطب، خصوصاً في دراسة الدماغ والقلب، حيث تكشف عن الاتصالات الخلوية بدقة غير مسبوقة.

وأبرزت الدراسة أهمية الحفاظ على الهيكل البيولوجي أثناء الشفافية، ما يتجنب التشوهات الشائعة في الطرق التقليدية. ومع تزايد الاهتمام بالتصوير الداخلي، تمثل هذه الطريقة نقلة نوعية في علم الأحياء.

وأكد الفريق أن التقنية قابلة للتطبيق على أعضاء متعددة، ما يفتح آفاقاً للبحوث في الأمراض المزمنة. وفي سياق التقدم الصيني في العلوم، يُعد هذا الاكتشاف دليلاً على الريادة في تكنولوجيا التصوير البيولوجي.

ويُعد هذا التطور خطوة نحو فهم أفضل للأعضاء الحيوية، ما يساعد في تطوير علاجات للأمراض العصبية والقلبية، إذ تسمح التقنية بصور ثلاثية الأبعاد دقيقة، مع تعزيز إشارات الفلورسنت، ما يجعلها أداة قوية للبحث العلمي.