الابتكار يعتمد على «الشَّم» والتحليل مستعيناً بالذكاء الاصطناعي

«أنف إلكتروني» يستطيع تشخيص الأمراض!

18 أغسطس 2025 10:00 م

نجح فريق علمي سويدي، من خلال أبحاث علمية رائدة، في إثبات قدرة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على تشخيص الأمراض بناءً على شم رائحة الجسم البشري من خلال «أنف إلكتروني».

هذه الأبحاث قادها العالم كريستيان بينديكت مع زملائه في مركز علوم الأعصاب بجامعة «أوبسالا» السويدية. وتعكس النتائج تحولاً نوعياً في فهم المؤشرات الصحية الكامنة خلف روائح الجسم، حيث عُني العلماء منذ وقت طويل برصد العلاقة بين الحالات الطبية والتغيرات في رائحة الجسم.

وابتكر فريق الباحثين جهازاً ذكياً دقيقاً يُحاكي وظيفة وعمل أنف الإنسان، إذ إنه يحلل مكونات الرائحة بالذكاء الاصطناعي ويتمكن من خلال ذلك من التمييز بين الأمراض المختلفة، بل وحتى رصد العلامات المرضية المبكرة.

وأوضح العالم بينديكت أن أبحاثهم أثبتت أن رائحة جسم الإنسان تنقل إشارات خفية حول الحالة الصحية للشخص، مشيراً إلى أن هذا من شأنه أن يفتح باباً جديداً للتشخيص المبكر خارج إطار الفحوصات التقليدية.

وخلال التجارب البحثية، تمكن الفريق من رصد وتحديد مؤشرات تدل على أمراض من بينها الكبد والسكري وبعض أنواع السرطان، وذلك من خلال تتبع جزئيات الرائحة المنبعثة من الجلد والأنفاس. ومع تطور الذكاء الاصطناعي، بات تحليل وتصنيف تلك الروائح أكثر دقة، بحيث تستطيع الأجهزة رصد أدق التغيرات الكيميائية وربطها بالحالة المرضية المرتبطة بها.

وفي مقابلة مع الباحثة في مجال علم الكيمياء الحيوية الدكتورة «ماريا فيرنانديز»، والتي شاركت في الدراسة، أوضحت أن «تحديات تشخيص الأمراض عبر رائحة الجسم تكمن في التداخل بين العوامل البيئية والغذائية، بالإضافة إلى الاختلافات الفردية في تكوين الرائحة». لكن فيرنانديز نوهت بأن الفريق يعمل على تطوير خوارزميات تفرز المعلومات المربكة بدقة وتستخلص النتائج الصحيحة كأنها طبيب خبير.

وفي ختام الدراسة، شدد الباحثون على أن الهدف الرئيسي من ورائها هو دعم التشخيص المبكر وتقليص معدلات الأخطاء الطبية، وهذا من شأنه أن يخفض نفقات العلاج وينقذ الأرواح.

وتتوافق نتائج الدراسات السابقة في هذا الصدد مع نتائج هذه الدراسة الحديثة، فلطالما ارتبطت روائح محددة بأمراض بعينها عبر التاريخ. فمثلاً، كان الأطباء في العصور القديمة يلاحظون رائحة الفواكه عند مرضى السكري غير المنضبط. أما اليوم، فقد أصبح بوسع العلماء توظيف تقنية «الأنف الإلكتروني الذكي» لتحليل الروائح في غضون دقائق وترجمة نتائج التحليل إلى تشخيص مرجح لمرض معين.