كشفت دراسة بحثية حديثة عن اتجاه مثير للقلق في الولايات المتحدة، حيث يتناول ملايين من الناس مُكمِّلات غذائية عشبية تحتوي على مكوّنات قد تلحق الضرر بالكبد لأنهم يتناولونها من دون استشارة من طبيب مختص.
وفي إطار الدراسة، جمعت جامعة «ميشيغان» بيانات كشفت عن انتشار استخدام مُكمِّلات غذائية تحوي أعشاباً معروفة بسُمِّيتها الكبدية، مثل الكركم والشاي الأخضر وعشبة «أشواغاندها» وأنواع أخرى.
وأشار الباحثون إلى أن الاعتقاد السائد بأن المكملات العشبية «الطبيعية» آمنة تماماً قد يكون اعتقاداً مضللاً. فعلى الرغم من اشتهار الأعشاب بفوائدها الصحية العديدة، توصلت الدراسة إلى أن بعض المكونات النباتية يمكن أن تسبب مشاكل صحية خطيرة للكبد، بما في ذلك الالتهاب والفشل الكبدي.
ووجد التحليل أن نحو خمسة في المئة من البالغين في الولايات المتحدة تناولوا مُكمِّلات تحوي أحد هذه الأعشاب خلال شهر واحد، مع تفشي أكبر لاستخدام الكركم بنسبة بلغت 3.6 في المئة، تليه مُكمِّلات الشاي الأخضر وغيرها. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن غالبية المشاركين أقروا بتناول تلك المُكمِّلات من دون استشارة طبية، ومن دون معرفة كافية بمخاطرها المحتملة على صحة الكبد.
كما سجلت تقارير بحثية سابقة زيادة بنسبة سبعين في المئة في عمليات زراعة الكبد الناتجة عن إصابات سببتها مُكمِّلات عشبية من العام 2010 إلى العام 2020.
ويؤكد أطباء أن غياب الرقابة الحكومية والتفتيش الدقيق يجعل خطر التسمم والمضاعفات أكبر، خصوصاً أن كثيراً من المنتجات تحمل ملصقات مضللة لا تتوافق مع مكوناتها الفعلية بحسب التحليل الكيميائي.
كما أسفرت الدراسة عن أن دوافع استخدام الكركم تتعلق غالباً بتحسين صحة المفاصل أو علاج التهاب المفاصل بنسبة 27.8 في المئة، فيما يلجأ مستخدمو الشاي الأخضر إليه لتحسين مستويات الطاقة. ويتوجه البعض إلى مُكمِّلات عشبة «غارسينيا كامبوجيا» بهدف إنقاص الوزن، بينما تظل دوافع استخدام مُكمِّلات «أشواغاندها» والـ«كوهش الأسود» متنوعة.
وخلص الباحثون إلى ضرورة زيادة الوعي لدى الأطباء والمرضى حول مخاطر المُكمِّلات النباتية وعدم اعتبار كل ما هو طبيعي آمناً، إضافة إلى أهمية دعم الرقابة وتشديد الفحص على مكونات المنتجات التي تطرح للبيع تجارياً باعتبارها مكملات غذائية.