صدّق رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير على «الفكرة المركزية» لخطة الهجوم على غزة، فيما تحدّثت حركة «حماس» عن «عمليات توغل» في المدينة حيث تكثّفت «حرب الإبادة» منذ أيام، موقعة عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين، يومياً.
يأتي ذلك في وقت يجري وفد «حماس» برئاسة خليل الحية محادثات مع الوسطاء المصريين، تركز على «سبل وقف الحرب على القطاع وإدخال المساعدات وإنهاء المعاناة شعبنا في غزة، والعلاقات الفلسطينية الداخلية للوصول إلى توافقات وطنية حول مجمل القضايا السياسية، والعلاقات الثنائية مع الأشقاء في مصر وسبل تطويرها»، بحسب القيادي طاهر النونو.
وأفاد جيش الاحتلال في بيان، بأنه خلال اجتماع لرئاسة الأركان وقادة أمنيين وعسكريين، «صُدّق على الفكرة المركزية للخطة الخاصة بالخطوات المقبلة في غزة، وفقاً لتوجيهات المستوى السياسي».
وتابع أن المجتمعين عرضوا «إنجازات جيش الدفاع حتى الآن، بما في ذلك الهجوم في منطقة الزيتون (في مدينة غزة) الذي بدأ الثلاثاء».
ولم تعلن الحكومة موعداً محدداً لبدء تنفيذ خطتها، لكن القصف تكثّف على المدينة، لا سيما على حي الزيتون في جنوب شرقي غزة.
توغل وتصعيد
من جانبه، أعلن المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، «تنفيذ عمليات توغل عدوانية في غزة، لا سيما في حي الزيتون ومحيط جنوب تل الهوى قرب ما يُعرف بمنطقة نتساريم، مصحوبة بعمليات قصف مكثف بالأحزمة النارية ونسف منازل على رؤوس ساكنيها كثفتها في هذا الأسبوع».
ووصف ذلك بأنه «تصعيد خطير يهدف إلى فرض واقع ميداني بالقوة عبر سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل للممتلكات المدنية».
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن الوضع «خطير جداً» في المدينة، خصوصاً في حيّ الزيتون والصبرة، مشيراً الى أن الاحتلال يستخدم «قنابل شديدة الانفجار أدى بعضها إلى تدمير خمسة منازل دفعة واحدة».
وذكر شهود أن انفجارات عنيفة سمعت في المدينة ناجمة عن قيام الجيش بنسف عدد من المنازل في منطقتي تل الهوى والزيتون في المدينة.
وأظهرت صور التقطتها «فرانس برس» من مدينة غزة، الثلاثاء، فلسطينيين يفرون من الغارات على حي الزيتون وعسقولة باستخدام عربات وشاحنات صغيرة ودراجات.
وحصدت غارات الاحتلال، أكثر من 60 شهيداً وعشرات الجرحى في يوم جديد من «الإبادة الجماعية»، من بينهم 7 من عائلة واحدة، و22 من منتظري المساعدات.
وارتكب جيش الاحتلال مجزرة بحق عائلة أبو حنيدق، وقتل 7 منهم، بينهم 5 أطفال وسيدة، وأصاب آخرين، بعد قصف استهدف خياماً تؤويهم في تل الهوا جنوب غزة.
محادثات القاهرة
وفي القاهرة، ذكرت مصادر أمنية مصرية، أن المحادثات ستتناول أيضاً إمكانية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار على أن تتخلي «حماس» عن حكم غزة وتلقي سلاحها.
وقال مسؤول في الحركة لـ «رويترز»، إن الحركة «منفتحة على كل الأفكار إذا أنهت إسرائيل الحرب وانسحبت».
وأضاف «مسألة نزع السلاح قبل زوال الاحتلال هو أمر مستحيل».
وفي رام الله، قالت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية الفلسطينية فارسين أغابيكيان شاهين، إن السلطة الفلسطينية مستعدة لتولي المسؤولية الكاملة في غزة.
وأضافت أن «حماس لن يكون لها أي دور وستكون ملزمة بتسليم أسلحتها.
ودعت إلى نشر قوات حفظ سلام دولية وانسحاب إسرائيل من القطاع».
رئيس وزراء نيوزيلندا: نتنياهو «فقد صوابه»
اعتبر رئيس الوزراء النيوزيلندي كريستوفر لوكسون، أن نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «فقد صوابه». وقال لوكسون إن «ما يحدث في غزة مروّع تماماً». وأضاف أن «نتنياهو تمادى كثيراً. أعتقد أنه فقد صوابه... إنه لا ينصت إلى المجتمع الدولي وهذا أمر غير مقبول». وألمحت نيوزيلندا الاثنين، إلى أنها قد تنضم إلى دول مثل أستراليا وكندا وفرنسا وبريطانيا في الاعتراف بدولة فلسطين.