«شارِكوا بادِروا أبدِعوا... فأنتم مبعث الرجاء ومعقد الأمل»، دعوة أطلقها وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، متزامنة مع إطلاقه الإستراتيجية الجديدة للهيئة العامة للشباب للأعوام (2025-2030) المتضمنة خمس أولويات تنموية، في مجالات «القيادة والتوظيف وريادة الأعمال» و«المشاركة المجتمعية» و«الثقافة والابتكار والإبداع» و«الصحة والرخاء» و«الحوكمة وتنمية الموارد».
جاء ذلك خلال عرض تقديمي للوزير، اليوم الثلاثاء، في مقر مركز التواصل الحكومي بعنوان «إستراتيجية الهيئة العامة للشباب 2025 - 2030»، قال فيه «اليوم يصادف اليوم العالمي للشباب، ونجتمع لإطلاق مرحلة جديدة في مسيرة تمكين الشباب، لنعلن عن إطلاق إستراتيجية الشباب لأعوام 2025 - 2030، وهي تشكل خارطة طريق واضحة المعالم طموحة الأهداف، والتي تأتي ترجمة للتوصيات السامية لسمو الأمير وسمو ولي العهد وتعليمات سمو مجلس رئيس الوزراء، ولتحقيق رؤيتنا لشباب وطني مسؤول لمستقبل مستدام».
صدارة الأولويات
وقال المطيري، «في هذه الإستراتيجية نجدد التزامنا بأن الشباب في صدارة أولوياتنا، باعتبارهم مبعث الرجاء ومعقد الأمل، وهم أهم مرتكزات أمن الوطن واستقراره»، مشيراً إلى أن «دور الهيئة العامة للشباب هو الاستثمار المباشر في مستقبل الكويت كمؤسسة تنموية تكمل المنظومة التعليمية الرسمية وتكون داعمة للمؤسسات العاملة مع الشباب، بحيث توافر المساحات للشباب وتنمي قدراتهم وتحفزهم للابتكار والتنافس الوطني».
وبين أن «الإستراتيجية الجديدة، التي جاءت ثمرة حوار وطني موسع مع الشباب، استندنا فيها على الذاكرة المؤسسية، وأهم ما في هذه الذاكرة إستراتيجتها السابقة التي عملتها وأطلقتها تحت شعار (إستراتيجيتك اكتبها بيدك)، فكان الفاعل الأساسي فيها الشباب، وكانوا شركاء في كتابة تلك الإستراتيجية، كما عقدنا العديد من الحلقات النقاشية بجميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص».
75 وثيقة
ولفت الوزير إلى جهود القائمين على إعداد الإستراتيجية، وتمثلت في «تحليل أكثر من 75 وثيقة مرجعية، شملت دراسات محلية وإستراتيجية الأمم المتحدة لعام 2030، وأيضاً السياسة الوطنية للشباب، إضافة إلى عقد 19 حلقة تخصصية لأكاديميين وناشطين وشباب مبدعين، لنضمن هذه الأفكار في هذه الإستراتيجية، مع عقد طاولة مستديرة لمجموعة من الأكاديميين لأخذ الملاحظات والمقترحات لتضمينها في هذه الإستراتيجية».
وتابع «نعمل على تحويل طموحاتنا لأهداف رقمية واضحة وقابلة للقياس، حيث تنطلق هذه الإستراتيجية من 5 أولويات، و5 أهداف رئيسية لكل هدف رئيسي 4 أهداف فرعية، بإجمالي 20 هدفاً فرعياً سيتم تنفيذها عبر 23 مبادرة إستراتيجية».
الأولويات
واستعرض المطيري، الأولويات الخمس للإستراتيجية، قائلاً إنها «تستهدف في مجال (القيادة والتوظيف وريادة الأعمال) تأهيل 3 آلاف قائد شبابي وتقديم خدمات التوجيه المهني لـ 5 آلاف شاب وشابة، لتسهيل من المراحل التعليمية إلى سوق العمل، عبر تنفيذ 30 برنامجاً وورشة عمل لتطوير الفكر الريادي»، لافتاً إلى أن «الشباب عندهم أفكار جريئة وإبداعية وخارجة عن المألوف، ونحن نحتاج هذه المواكبة. فأكثر من ثلثي المجتمع الكويتي من فئة الشباب، التي تجاوزت 72 في المئة، مجتمع فتي وثروة وطنية تحتاج للتمكين والاستثمار، من خلال هذه البرامج حتى نصل إلى الفكر الريادي».
ولفت إلى «إطلاق مشروعات إستراتيجية كبرى، مثل مجمع الكويت التقني لريادة الأعمال، ومجمع الكويت للصناعات الإبداعية، وهذه البرامج تسعى لتحويل الأفكار إلى مشاريع وصناعة التي ستساهم في أن يكون كل مشروع شبابي منتجاً، يساهم في تحقيق ركيزة أساسية في رؤية الكويت 2025 اقتصاد متنوع مستدام».
وأضاف أن «الإستراتيجية تهدف للوصول إلى 15 ألف متطوع مسجل في قاعدة بيانات المنصة الوطنية للعمل التطوعي (أيادينا) تعزيزاً لأولوية (المشاركة المجتمعية) كما ستدعم 100 مبادرة شبابية ذات أثر إيجابي، أما في أولوية (الثقافة والابتكار والإبداع) حريصون على إشراك 4000 شاب وشابة في الفعاليات الابتكارية والثقافية وستقدم ثلاثة برامج سنوياً لحاضنات المشاريع الإبداعية الواعدة».
بناء قيادات
وذكر المطيري، أن «إستراتيجية الهيئة تسعى ضمن أولوية (الصحة والرخاء) لتعزيز صحة الشباب، كما نطمح لزيادة الوعي البيئي، عبر فعاليات يقودها الشباب وزيادة مشاركتهم في قضايا السلم والأمن، لزيادة نسبة مشاركة الشباب لأكثر من 60 في المئة من أجل بناء قيادات شبابية واعية ومؤثرة، وهذه المشاريع تصقل الشباب ويلتقي مع الخبرات لنكمل بحماس الشباب وخبرة الرواد. فيما ستركز في أولوية (الحوكمة وتنمية الموارد) على تحقيق رقمنة كاملة لخدماتها بنسبة 100 في المئة، حيث تقوم الهيئة بجهد كبير لتحويل جميع خدماتها إلى خدمات رقمية تتيح للشباب سهولة استخدام هذه الخدمات، إضافة إلى زيادة الإيرادات المالية الذاتية لتعظيم الاستفادة واستدامة المشاريع، الهيئة لا تهدف للربح لكن عند تحقيق الإيرادات سنساهم باستدامة المشاريع وتحقيق الشراكات فالهدف الأساسي توفير المساحات للشباب واستدامة المشاريع».
ووجه المطيري، رسالة إلى المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، قائلاً إن «التكامل أساس النجاح، وأنتم المحرك الأساسي في تمكين الشباب، والشراكة معكم جزء أصيل من هويتنا، وندعوكم للاستثمار في شبابنا (ترى هم الرهان الرابح دائماً) فإن وفرنا لهم المساحات سنساهم بشكل كبير في تنمية مؤسساتنا، ونلمس التغيير والأثر الذي حققه الشاب والشابة الكويتية بقيادتهم لهذه المؤسسات».
«العدسات الثلاث»
ذكر الوزير المطيري أن الإستراتيجية تقوم على منهجية «العدسات الثلاث» التي تضع الشاب والشابة في موقع القائد والشريك والمستفيد في آن واحد، مؤكداً «أهمية الشراكات الوطنية مع وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وغيرها من الجهات لتوسيع مجالات التطوع وتوحيد الجهود الوطنية في خدمة الشباب»، لافتاً إلى أن «من الشراكات شراكات مع المؤسسات التعليمية، حيث نطرح مستويات مختلفة من العمل التطوعي منها المهني والاحترافي، حتى يكون العمل التطوعي فاعلاً، لذا لابد من التنسيق وتوحيد الجهود مع مؤسسات الدولة كي يكون هناك تكامل لتعظيم الاستفادة».
رسالة للشباب... «أنتم قلب الوطن النابض»
وجه الوزير رسالة إلى الشباب، قائلا «أنتم القلب النابض لهذا الوطن، وهذه الإستراتيجية منكم ولكم وبكم.. شارِكوا، بادِروا، أبدِعوا، فأنتم مبعث الرجاء ومعقد الأمل. ونحن نوفر لكم المساحات ونخلق لكم الفرص.. ونريد منكم مسؤولية استثمار هذه الفرص والمساحات، حتى نستطيع توفير بيئة ممكنة وآمنة لكم، لصناعة كل الأهداف التي تسعون لتحقيقها، ولنستطيع بناء وطن ومستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً وازدهاراً».
وأضاف «بالنسبة لنا، إن النجاح هو رؤية شاب كويتي مزدهر، شاب واع ماهر يتمتع بصحة جسدية ونفسية، فاعل في مجتمعه، قادر على الابتكار، وصانع لطموحه، وامتداد لمن قبله، وجسر لمن بعده، محققاً بذلك رؤيتنا لشباب وطني مسؤول لمستقبل مستدام».
ناصرالشيخ: الشباب شركاء أساسيون في بناء الدول
قال مدير الهيئة العامة للشباب بالتكليف ناصر الشيخ، إن إطلاق الإستراتيجية الجديدة، يؤكد دور الكويت في تنمية الشباب وإبراز قدراتهم ومهاراتهم في بناء المجتمعات، باعتبارهم شركاء أساسيين في بناء الدول.
وأضاف الشيخ، في تصريح لـ«كونا» أن «الشباب هم المكون الرئيسي في المجتمعات والأساس التي ترتكز عليه الدول، ما يؤكد أهميتهم في بناء الأمم بجميع المجالات». ولفت إلى أن الكويت تولي اهتماماً كبيراً بالشباب، من خلال عقد الدورات التدريبية ورعاية المواهب الواعدة وتهيئة الأجواء المناسبة لإخراج كل ما لديهم من إبداع وابتكار وإمكانات.
أولويات وأهداف
• «القيادة والتوظيف وريادة الأعمال»: تأهيل 3 آلاف قائد شاب وتقديم خدمات التوجيه المهني لـ 5 آلاف شاب وشابة لتسهيل انتقالهم من المراحل التعليمية إلى سوق العمل عبر 30 برنامجاً وورشة عمل.
• «المشاركة المجتمعية»: دعم 100 مبادرة شبابية ذات أثر إيجابي.
• «الثقافة والابتكار والإبداع»: إشراك 4000 شاب وشابة في الفعاليات الابتكارية والثقافية بثلاثة برامج سنوياً لحاضنات المشاريع الإبداعية الواعدة.
• «الصحة والرخاء»: تعزيز صحة الشباب وزيادة الوعي البيئي عبر فعاليات يقودها الشباب وزيادة مشاركتهم في قضايا السلم والأمن
• «الحوكمة وتنمية الموارد»: رقمنة كاملة للخدمات، حيث تقوم الهيئة بجهد كبير لتحويل جميع خدماتها إلى خدمات إلكترونية.