الزاوية الخضراء

المعادن (2) اليورانيوم ما هذا العنصر؟

12 أغسطس 2025 10:00 م

اليورانيوم معدن صلب، لونه مزيج بين الرمادي الفاتح والفضي لكنه ثقيل بشكل مذهل. تخيل عزيزي القارئ أن قطعةً منه بحجم عشرة سنتيمترات مكعبة تزن نحو 20 كيلوغراماً، أي إنها أثقل من الحديد بكثير.

ورمزه الكيميائي هو الحرف U، ويتواجد في بيئتنا الطبيعية في باطن الأرض كما سائر المعادن، إلا أن ثلاث دول هي كازاخستان وكندا وأستراليا تستحوذ على ما يقارب سبعين بالمئة من الإنتاج العالمي.

تقوم الدول الكبرى بتخصيب هذا العنصر، أي بتحويله إلى صورة أكثر تركيزاً وقوة، ليُستخدم في إنتاج الطاقة نتيجة قدرته على الانشطار الذري المتسلسل. هذا الانشطار يولد حرارة هائلة تفوق ما ينتجه الفحم بملايين المرات، ويُستخدم إما في توليد الطاقة السلمية أو في صناعة الأسلحة النووية.

ولك أن تتخيل أن أربعة كيلوغرامات فقط من اليورانيوم المخصب، قادرة على تشغيل غواصة نووية لمدة 30 عاماً!

خلال الحرب العالمية الثانية، تنافست ألمانيا النازية من جهة، والولايات المتحدة وحلفاؤها من جهة أخرى، للوصول إلى أسرار الطاقة النووية. لكن الحلفاء استطاعوا إحباط المشروع الألماني، واستولوا على سبائك اليورانيوم التي كانت بحوزته، وأدخلوها ضمن البرنامج النووي الأميركي.

في السادس من أغسطس عام 1945، ألقت الولايات المتحدة أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، وتبعتها في التاسع من الشهر نفسه بقنبلة ثانية على ناغازاكي.

وفي الخامس عشر من أغسطس، أعلنت اليابان استسلامها، بعد أن كانت ألمانيا قد سبقتها بتوقيع وثيقة الاستسلام في السابع من مايو.

ومن الطرائف أن سنة 1945 كانت تُعرف في نجد بـ«سنة الغبار» بسبب انتشار العجاج، ومن الأطرف أيضاً أن الكزبرة، كما أثبتت الدراسات الحديثة، تساعد في التخلص من التسمم الإشعاعي!

اليوم يُستخدم اليورانيوم أيضاً في تصنيع الأسلحة الخارقة للدروع والدبابات والمركبات العسكرية الثقيلة.

لكن هذا المعدن الثقيل ليس فقط خطراً على ساحة المعركة، بل على صحة الإنسان أيضاً. فاليورانيوم معدن سام، يطلق إشعاعات يمكن أن تؤثر على المخ، القلب، الكبد، والكلى، كما يسبب أمراضاً خطيرة مثل العيوب الخلقية وسرطان الدم «اللوكيميا». ويمكن أن تنتقل آثاره من خلال الاستنشاق أو الأطعمة الملوثة.

واليوم، ينقسم العالم حول هذا العنصر الذي جسّد بأسوأ صوره كيف يمكن لمعدنٍ أن يختزل قوتين متناقضتين: النور والدمار.

وصدق الله حين قال: «بعضكم لبعض عدو».