هناك أسماء إذا غابت غابَ معها جزء مهم من تاريخ الكويت، وتاريخ النضال الكويتي طلباً للحرية والاستقلال، وحقوق الدولة ودعم الحريات والحقوق العربية، ودعم حركات النضال التحرّري العربي من المحتلين.
فقد فقدت الكويت، أمس الإثنين، العم أحمد يوسف عبدالله النفيسي، مثلما فقدت قبله جاسم القطامي، والدكتور أحمد الخطيب، والدكتور أحمد الربعي، وكثيرين ممن سطّروا أسماءهم بأحرف من نور.
رجل لا يحب الاستعراض الشخصي ولا يجيده، ولكنه يجيد القيادة، ولا يخشى أن يكون رأس حربة في دعم مواقفه وأفكاره، ولهذا رأيناه رئيساً لتحرير جريدة «الطليعة» رغم كل ما تجلبه الرئاسة عليه من مسؤوليات سياسية واجتماعية وقانونية. كما كان رئيساً لمجلس إدارة «الطليعة»، وكان رئيساً لنادي «الاستقلال» في فترة ندُر فيها من يجيدون تولي القيادة وتحمّل تبعات هذه القيادة.
قيم ومبادئ
الراحل سليل أسرة كريمة تجارية، آمن بالمساواة بين الناس، ورفض أي تقسيمات طبقية، وعمل كثيراً بمنتهى الإخلاص للخلاص من كل أفكار التمييز الفئوي بين الناس. كان مؤمناً أن نادي الاستقلال هو الوعاء الشعبي الذي يجب أن يجمع كل أبناء الكويت، ورفض وجود أي معايير اجتماعية أو اقتصادية أو حتى تعليمية، ولهذا رأيناه مرحباً حتى بمن لم ينالوا حظاً كافياً من التعليم.
آمن بالحوار والتعايش ورفض التشرذم وكل ما يؤدي إليه، لا ينكر أدوار الآخرين... اهتم بترسيخ دولة القانون، واهتم بالحريات والتنوير بشأنها.
اهتماماته الكويتية لم تشغله عن التزامه ودوره القومي والعروبي، لهذا كان داعماً قوياً لكل الحركات التحررية من الاستعمار... الاستقلال الذي نالته الكويت، كان هو اسم نادي «الاستقلال»، وكان همه الأكبر أن تبقى الكويت مستقلة حرة وأن تحذو كل الدول العربية حذوها.
كما آمن بالقضايا العربية والقومية، وآمن بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة للمحتل.
رمز وطني
الراحل النائب السابق أحمد يوسف النفيسي، أحد أبرز الرموز في الحركة الوطنية الكويتية الذي ساهم في منجزات الوطن بمختلف محطاته التاريخية، قضاها مدافعاً شجاعاً عن الدستور والحريات العامة، وصوتاً للحرية ودرعا للديمقراطية.الفقيد مثّل الدائرة السادسة (القادسية) نائباً في مجلس الأمة العام 1971، ممثلاً عن حركة التقدميين الديمقراطيين الكويتيين.
الكلمات لا توفيه حقه. رحم الله أحمد يوسف عبدالله النفيسي ابن أسرة تاريخها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي كبير جداً، لكنه اختار ثروة أخرى ليهتم بها.. ثروة بناء الإنسان والفكر بشجاعة وثبات.
«التقدمية» تنعى مؤسس حركة التقدميين الديمقراطيين
نعت الحركة التقدمية الكويتية «إلى الشعب الكويتي الشخصية الوطنية والقومية التقدمية الكويتية أحمد يوسف النفيسي، الذي شارك في الحركة الوطنية الكويتية منذ شبابه الباكر، عضواً في حركة القوميين العرب حتى 1968، ومؤسساً لحركة التقدميين الديمقراطيين في الكويت في العام 1970، وكان عضواً في مجلس الأمة خلال الفصل التشريعي الثالث (1971-1975)».
وذكرت الحركة، في نعيها، أن الراحل «تولى رئاسة تحرير مجلة (الطليعة)، وكان آخر رئيس لنادي الاستقلال قبل حلّه في 1976، كما كان له دوره البارز خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت، حيث شكّل في القاهرة تجمعاً شعبياً كويتياً مناهضاً للاحتلال، وشارك بدءاً من العام 1991 في قيادة المنبر الديمقراطي الكويتي». وتوجهت الحركة بخالص عزائها لأسرة الفقيد وأصدقائه وزملائه.
«الثقافية النسائية»: مدافع شجاع عن الدستور والحريات
نعت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، «النائب السابق ورئيس تحرير جريدة الطليعة، الأستاذ أحمد يوسف عبدالله النفيسي، أحد أبرز رموز العمل الوطني والبرلماني والصحافي في دولة الكويت، الذي رحل عن دنيانا بعد مسيرة زاخرة بالعطاء والفكر والكلمة الصادقة».
وذكرت الجمعية، في نعيها، أن «الفقيد كان مثالاً للرجل المخلص لوطنه، مدافعاً شجاعاً عن الدستور والحريات العامة، وصوتاً للحرية ودرعا للديمقراطية، وقد ترك (بو بدر) بصمة خالدة في تاريخ الكويت السياسي والصحافي، حيث سخّر قلمه وفكره في خدمة الحق وإعلاء راية الوطن، فكان حصناً للديمقراطية ورمزاً للحرية.. رحم الله فقيد الكويت، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان».
«المنبر»: رحيل الرمز الوطني
نعى المنبر الديمقراطي الكويتي «إلى أبناء الوطن رحيل الرمز الوطني أحمد يوسف النفيسي، الذي انتقل إلى جوار ربه خارج دولة الكويت. إنا لله وإنا إليه راجعون».