وقعت أذربيجان وأرمينيا، بوساطة أميركية، اتفاق سلام، من شأنه أن يعيد تشكيل جنوب القوقاز، وهو منطقة منتجة للطاقة على حدود روسيا وأوروبا وتركيا وإيران وتمر عبرها خطوط أنابيب نفط وغاز، لكن تمزقها الحدود المغلقة والصراعات العرقية القائمة منذ فترة طويلة.
وبينما رحبت روسيا بالاتفاق باعتباره «يساهم في السلام»، أعلنت طهران أنها لن تُوافق على مشروع إنشاء ممر في القوقاز، ويربط أذربيجان بجيبها في أرمينيا.
وصرح الرئيس الأميركي خلال مراسم التوقيع بالبيت الأبيض، وبجواره الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الجمعة، «مضى وقت طويل، 35 عاماً، تقاتلا والآن هما صديقان، وسيظلان صديقين لفترة طويلة».
وأضاف أن البلدين التزما بوقف القتال وفتح العلاقات الدبلوماسية واحترام وحدة أراضيهما.
والبلدان على خلاف منذ أواخر الثمانينيات عندما انشق إقليم ناغورني - كاراباخ عن أذربيجان بدعم من أرمينيا، قبل أن تستعيده باكو عسكرياً عام 2023.
ويشمل الاتفاق حقوق تطوير حصرية للولايات المتحدة في ممر عبور إستراتيجي عبر جنوب القوقاز، أعلن البيت الأبيض أنه سيسهل زيادة صادرات الطاقة والموارد الأخرى.
وتابع ترامب أن الولايات المتحدة وقعت صفقات منفصلة مع كل دولة لتوسيع التعاون في مجالات الطاقة والتجارة والتكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أنه تم رفع القيود المفروضة على التعاون الدفاعي بين باكو وواشنطن، وهو تطور قد يثير قلق موسكو.
وأشاد الزعيمان بترامب، وقالا إنهما سيرشحانه لجائزة نوبل للسلام.
وفي السياق، قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى السيد علي خامنئي إن «ممر زنغزور والذي ادعى ترامب أنه سيقوم باستئجاره لمدة 99 عاماً، يهدد أمن المنطقة ويغير خريطتها الجيوسياسية».
وتساءل «هل جنوب القوقاز منطقة من دون صاحب حتى يقوم ترامب باستئجارها؟ إن القوقاز من أكثر المناطق الجغرافية حساسية في العالم، وهذا الممر لن يتحول إلى ممر يملكه ترامب، بل سيكون مقبرة لمرتزقته».
وينصّ الاتفاق على إنشاء منطقة عبور تربط أذربيجان بجيبها ناخيتشيفان عبر أرمينيا، وهو مطلب تتمسّك به باكو منذ فترة طويلة.
وستمنح الولايات المتحدة حقوقاً خاصة في الممرّ الذي سيحمل اسم «طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين» (واختصاره تريب باللغة الانكليزية)، في هذه المنطقة الاستراتيجية الغنية بالهيدروكربونات.
وفي موسكو، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن «اجتماع مسؤولي الجمهوريتين الواقعتين في جنوب القوقاز، بوساطة الجانب الأميركي، يستحق تقييماً إيجابياً. نأمل في أن تدفع هذه الخطوة قدماً بأجندة السلام».