«محشومين» يا أهلنا في عُمان الحبيبة

9 أغسطس 2025 09:30 م

إن عمق العلاقات العُمانية - الكويتية، لا يقف عند حدود السياسة الرسمية، ولا ينحصر في أروقة الدبلوماسية، بل هو إرث تاريخي وشعبي ضارب بجذوره في أرض المحبة والوفاء.

علاقةٌ عمرها قرون ثلاثة منذ أن بزغ فجر الكويت، وشهدت أجيالاً توارثت الودّ والاحترام، فلا يعكر صفوها قول عابر، ولا تنال من صفائها ألسنة المغرضين.

وإنّا، ورغم ما قد يلوكه بعض القائلين، نقول لأهلنا وأحبتنا في عُمان العزيزة: «محشومين» يا أهل الكرم والمروءة، يا معدن الطيب وأصله، ومنبعه وفصله.

عُمان - سلطنة السلام ومرفأ الوئام - مضرب المثل في التعايش بين أطيافها، حيث المحبة مطرٌ دائم، والعطف ظلّ وارف، والتواصل نهر جارٍ بلا انقطاع ولا تصنّع.

هي أرضٌ حكمتها حكمة حكامها بالحلم والعدل، موانئها قصائد بحرية، وجبالها شواهد أبدية، وبيوتها أبواب مفتوحة للضيف، وصدور مفتوحة للمودّة.

وسطر تاريخها الماجد أمجاداً بحرية وبرية، تستقبل الرحّالة من كل فج، وتودعهم على موانئها بحكايات المغامرات والبطولات.

أما شعبها، فمعدنه أصيل نفيس لا تصدئه السنون، وخلقه جليل، كريم المعشر، حلو المخبر، لا يختلف على طيبته اثنان، ولا يجادل في وفائه عاقلان.

ومن رام الانتقاص من شأنهم أو الإساءة لأيٍّ من أطيافهم، فما عرف الحق ولا سلك سبيله، وكلامه ككدر دلو صغير لا يمكن أن يعكّر ماء بحر لجي كبير.

فمن تعرّض لهم بسوء، فقد أساء لنا جميعاً وحاد عن الحق بعيداً، لا انتسب للإنصاف وبلغ حد الإسفاف، وقوله كغبارٍ في مهبّ رياح على أحقاف.

لقد أحب الكويتيون، عُمانَ -حكاماً ومحكومين- حباً لا تحده الحدود، ولا تحجبه السدود، حباً يفوق الجبال والأخدود، حباً ولده التاريخ الثامر، وربّاه الحاضر الوافر، ويورثه المستقبل الواعد الماطر.

إن روافد العلاقات بين الكويت الكريمة وعُمان الحبيبة تنبع من عيون صافية رقراقة جارية، ومن حاول تلويثها بقولٍ أو فعلٍ، فإن مآله إلى الخسران، ومصيره إلى النسيان.

وإلى الشيخ الجليل أحمد الخليلي، كل الإجلال والإكبار، والدعاء بأن يمدّ الله في عمرك الميمون، ويثبتك على الحق في وجه كل جبار عنيد وأثيم مريد.

مواقفك يا شيخنا ضد الاحتلال الصهيوني، أزعجت مضاجع الغاصبين، وألهمت أبطال غزة العزة المؤمنين.

أجرك عند الله لا عند الناس، ومن جحد موقفك البطولي المبدئي الحشود، فقد هبط من علياء الوفاء إلى درك الجحود، فإما هو حاقد قلب، أو جاهل عقل، وكلاهما أثره زائل، وصوته حائل، وذكره إلى الأفول دائل، فدع القافلة تمضي إلى حيث المنتهى والمقر، عند رب عزيز مقتدر: «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تصِفُونَ».