ثلاث نساء وجدن في انتسابهنّ للقوة رسالة وطنية ومساراً مهنياً مشرّفاً

مفتشات الوقاية «يتلألأن» في... «الإطفاء»

7 أغسطس 2025 09:30 م

- جمانة عباس: بدأت بالمصادفة...فوجدت ذاتي في خدمة الناس
- هذه المهنة تُكسب الإنسان احترام الذات والمجتمع معاً
- ليلى آرتي: تلقيت دعماً عائلياً... ووجدت ذاتي في النظام والانضباط
- أتمنى أن أكون ضمن قطاع المكافحة لحماية الأرواح عن قرب
- دلال المهنا: حلم الطفولة تحوّل إلى حقيقة في ميدان الوقاية
- الانضباط المهني أثّر حتى في حياتي الشخصية

في وقت تتزايد أهمية دور المرأة المجتمعي والمهني في مختلف القطاعات، تبرز تجربة مفتشات الوقاية في قوة الإطفاء العام كنموذج مُشرّف للمرأة الكويتية العاملة في المجال العسكري والميداني.

فمن دافع الشغف، إلى العمل الصارم، إلى الرغبة في التطوير والمساهمة، تأتي هذه الشهادات الحية، خلال لقاء «الراي» مع ثلاث رائدات يعملن بمهنة مفتش وقاية برتبة رقيب أول، هن دلال المهنا، ليلى آرتي، وجمانة عباس، اللواتي اخترن هذا الطريق ضمن 33 مفتشة وقاية، فكنّ على قدر المسؤولية، وتلألأن في سماء قوة الإطفاء.

شغف

بداية، أكدت دلال المهنا أن شغفها بالمهنة بدأ منذ الطفولة، حين كانت قريبة من جدها الذي كان ضابطاً سابقاً في الإطفاء، وكانت تستمع دائماً إلى قصصه عن التحديات والمسؤوليات التي يواجهها رجال الإطفاء.

وفي عام 2017، التحقت المهنا بدورة مفتش وقاية استمرت تسعة أشهر في مدرسة الشرطة بخيطان، ثم أتبعتها بستة أشهر من التدريب العملي في قوة الإطفاء العام، لتتخرج برتبة رقيب.

تقول المهنا «نقوم بالتفتيش على النوادي الصحية والصالونات النسائية وغيرها من الأماكن التي ترتادها النساء، ونتأكد من توافر رخصة الإطفاء ومعدات الأمن والسلامة. ونبدأ دائماً بالتنبيه ثم الإخطار، ولا نحرر المخالفات إلا عند التكرار أو التجاهل».

وتضيف أن «تطبيق القانون أصبح أكثر حزماً، ما زاد من التزام أصحاب المحلات، فيما المخالفات الجسيمة قد تؤدي للإغلاق أو حتى الإحالة للمحكمة».

وعن حياتها الشخصية، تؤكد أن «العمل علمني الانضباط والتنظيم. حتى حياتي في المنزل أصبحت أكثر التزاماً بفضل الروتين العسكري»، وأشادت بدعم عائلتها وزوجها، موجهة دعوة إلى الفتيات الكويتيات للالتحاق بالدورات المقبلة في قوة الإطفاء العام.

التزام

من جهتها، عبرت ليلى آرتي عن فخرها بالانتماء إلى قوة الإطفاء العام، مشيرة إلى أنها سجلت في الدورة ومن الحماس لم تبلغ أهلها، وبعد قبولها وعلمهم بذلك ساندوها ووقفوا معها.

وتقول آرتي «منذ عام 2017 وأنا أعمل كمفتشة وقاية. وقد غيرت هذه المهنة حياتي، فأصبحت أكثر التزاماً في مواعيدي وحياتي اليومية»، مشيرة إلى أن «طبيعة عملي تشمل تفتيش الأماكن النسائية، لكن شاركت أيضاً في جولات للأسواق والمصانع».

وروت موقفاً طريفاً، فقالت «دخلت مرة أحد الأسواق، وفجأة اختفى جميع العاملين وكأنهم فروا مني. كان موقفاً غريباً ولكنه يُظهر أحياناً الخوف من الرقابة».

وتطمح آرتي في الانضمام إلى قطاع المكافحة، مشيرة إلى أن حماية الأرواح بشكل مباشر هو جوهر عمل الإطفاء، كما أبدت استعدادها للعمل في العلاقات العامة لما تملكه من خبرة في التوعية والفعاليات الإعلامية. ووجهت رسالة لأصحاب المحلات قائلة: «هناك نقص في الوعي بمتطلبات السلامة. وعلى الجميع إدراك أن الوقاية تحمي الأرواح قبل الممتلكات».

مصادفة

بدورها، ذكرت جمانة عباس أن دخولها المجال كان بالمصادفة، عندما قرأت إعلاناً عن دورة مفتشات الوقاية، وبعد حضور أول اجتماع، اتضح لها أن الأمر أكثر من مجرد وظيفة، بل رسالة وطنية لخدمة الناس ضمن مؤسسة عسكرية منضبطة. وتقول: «اقتنعت بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا، فالوظيفة لها امتيازات، لكن الأهم أنها تتيح لنا حماية الأرواح والممتلكات». وأشارت إلى توافر مركبات خاصة للمفتشات، مع تعاون كبير بين الزملاء في الميدان.

وأكدت أن الترقية متاحة من رقيب حتى وكيل أول ثم ضابط، حسب الحاجة والدورات المتوافرة. ونفت بشكل قاطع وجود أي تجاوزات في عمل المفتشات، مؤكدة أن «عددنا 33 مفتشة والكل بعد التخرج أدى القسّم الذي يمنع أي استغلال للموقع الوظيفي، إلى جانب الرقابة الإدارية الذاتية والمؤسسية الصارمة داخل قوة الإطفاء». وأضافت «نبدأ بالتوعية، ولا نحرر المخالفات إلا عند الضرورة. فهدفنا حماية الناس، لا معاقبتهم».

وختمت بدعوة الشباب والشابات إلى التمسك بالانضباط والمسؤولية، مؤكدة أن هذه المهنة تُكسب الإنسان احترام الذات والمجتمع معاً.