بمراجعة الإحصاءات الحديثة المتعلقة بعلم الأديان، ثبت أنها محصورة بين ثلاثة أديان كبرى، البوذية والمسيحية والإسلام...
ويرجح علماء اللاهوت، أن ديانات البشرية مفهومة في حال واحدة فقط، وهي حال الإيمان بالتوحيد الخالص والفطرة النقية لملاءمتها العقل واستعداد الإنسان في مختلف البلاد والأجناس لقبول الحق والحقيقة، ولا يتأتى أن ينتشر دين ودعوة تعم الناس جميعاً قبل أن يفهم الناس أنّ الدين نعمة يتقبلها كل من له عقل يعي وضمير يميز بين الخير والشر والعمل الصالح والطالح لجهة قيم ومبادئ الإنسانية من خلال نظام الأسرة وآداب المعاملات والصدق والأمانة بمعزل عن الحدود الجغرافية وحدود النسب والعنصر وأصول الأسلاف، فالدين عند أصحاب اللاهوت الذي يدعو إلى عقيدة إنسانية تقوم على العبودية لله وحده وليس عبودية البشر للبشر وبصيغة محلية... ولا هي محددة بفريضة سياسية كالرأسمالية أو الاشتراكية تعلنها السلطة الحاكمة ويخضع لها الرعايا المحكومون!
أما نظرة الحذر، فهي ديدن المنشغلين بالتبشير والاستعمار كلما نظروا إلى انتشار الدعوة إلى الله، خصوصاً في مجاهل أفريقيا مع وسائل التواصل وبأسلوب الإقناع والبرهان والقدوة، وعليه قرر علماء الأديان هذه الحقيقة التي يخلصون إليها من مباحثهم وإحصاءاتهم، وهي جليلة واضحة لا تخفى على من ينشد الحقيقة... ولكنهم لا يطلبونها ولا يستروحون إليها لأنها تبشرهم أن انتقال الأديان من الملل العنصرية والتطرف إلى ملل الفطرة الإنسانية، ظاهرة تدل على الانتقال التدريجي من عقائد الجغرافيا المحلية إلى عقائد الضمير الإنساني وعقائد التنزيه والتوحيد وأن الإسلام قد ارتفع إلى أعلى مراقي البشرية بما يهدي إليه من محاسن الأخلاق وترشيد الإنسان الذي يُسأل عن عمله ولا يحمل وزر (الخطيئة الكبرى) وها هي الشعوب والقبائل تدخل الإسلام برمتها...
ولكن البعض يعلل شيوع الإسلام إلى علة ما يزعمونه في موافقته للأمم المتخلفة في العالم الثالث ويحصرونه في بيئة الصحراء... ولكن هيهات هيهات ولاتَ حين مناص... فالإسلام جدير بالانتشار السريع بالاقتناع اليسير لأنه خاتمة التطور في أديان الدعوة وفي أحوال العالم الإنساني بعد أن بلغ مرحلة الوحدة الإنسانية ومرتبة الهداية المطلقة المتحررة من حدود الأقاليم والأنساب واحتكار الأحبار والرهبان!
وهنا تبرز لنا الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي أدرك حركة التاريخ ونهايته «وما أكثر الناس ولو حرصتَ بمُؤمنين» الذي غفل عنه الذكاء الطبيعي؟