قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن دولة الإمارات من الأماكن المناسبة لعقد لقاء قمة مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، واستبعد عقد لقاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
من ناحية ثانية، يخطط ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، للقاء ترامب في واشنطن في نوفمبر المقبل، وفق ما نقلت وكالة «بلومبرغ» وفقاً لأشخاص مطلعين على الاستعدادات.
وتأتي الزيارة المخطط لها، في أعقاب زيارة الرئيس الأميركي إلى المملكة في مايو الماضي، في إطار جولة خليجية شملت قطر والإمارات.
وفي الكرملين، أضاف بوتين وهو يقف إلى جانب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمس، «لدينا العديد من الأصدقاء المستعدين لمساعدتنا على تنظيم فعاليات من هذا النوع. ومن بين أصدقائنا، رئيس الإمارات العربية المتحدة».
وتابع زعيم الكرملين موجّهاً كلامه لمحمد بن زايد: «رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أعتقد أننا سنقرر، و(دولتكم) ستكون أحد الأماكن المناسبة، المناسبة تماماً».
وسيكون هذا الاجتماع الأول بين الرئيسين الأميركي والروسي منذ التقى جو بايدن، بوتين في جنيف في يونيو 2021، ويأتي في ظل سعي سيد البيت الأبيض للتوسط لإنهاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وقال ترامب الأربعاء إن من المرجح أن يلتقي بوتين وجها لوجه «قريباً جداً».
وجمعهما آخر لقاء عام 2019 خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان خلال ولاية ترامب الرئاسية الأولى، لكنهما تحدثا عبر الهاتف مرات عدة منذ عودة الجمهوري إلى البيت الأبيض في وقت سابق من هذا العام.
وصرّح بوتين للصحافيين بأن «كلا الجانبين أبديا اهتماماً» بلقاء القمة.
ويأتي الإعلان عن الاجتماع بين بوتين وترامب بعد يوم من لقاء المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الرئيس الروسي في موسكو.
واقترح ويتكوف عقد اجتماع ثلاثي مع زيلينسكي، لكن بوتين بدا كأنه يستبعد إجراء محادثات مباشرة.
وقال «ليس لدي أي اعتراض على ذلك بشكل عام، إنه ممكن، ولكن يجب توافر ظروف معينة لتحقيقه. وللأسف، ما زلنا بعيدين من هذه الظروف».
وكان زيلينسكي جدد في وقت سابق أمس، دعوته لعقد اجتماع مع بوتين، يرى أنه السبيل الوحيد لإحراز تقدم نحو السلام.
وتحدث الرئيس الأوكراني مع حليفيه الأوروبيين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، داعياً إلى إشراك القارة في أي محادثات سلام محتملة.
قمة الكرملين
وخلال قمة الكرملين أمس، رحب الرئيس الروسي برئيس دولة الإمارات، قائلاً «أنا سعيد جداً برؤيتكم مجدداً في عاصمة روسيا. نولي أهمية خاصة لعلاقاتنا مع الإمارات العربية المتحدة، فهي دولة صديقة لنا».
وأضاف «نحافظ على مستوى سياسي رفيع من الاتصالات، والعلاقات الاقتصادية تتطور سواء في مجال التجارة أو الاستثمار، الاستثمارات المتبادلة في نمو مستمر».
وأعلن أن «الاستثمارات الروسية في الإمارات لاتزال تفوق الاستثمارات الإماراتية في روسيا بشكل ملموس، أي بمقدار نحو الضعف، لكننا نعلم أن العلاقة بين صندوقكم السيادي والصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة شهدت تطوراً جيداً، ونشكركم على ثقتكم في خبراء الاستثمار الروس».
وأكد أن «تفاعلنا في المجال الإنساني، بما في ذلك علاقاتنا في مجالي التعليم والثقافة، بلغ مستوى جيداً»، لافتاً إلى أن «الإمارات أبدت اهتماماً بعمل مركز سيريوس للأطفال الموهوبين في مدينة سوتشي الروسية».
وشدد الرئيس الروسي على «أهمية تبادل الآراء في مجال الأمن الدولي ولدينا تعاون نشط على المنصات الدولية المختلفة بما في ذلك الأمم المتحدة».
من جانبه، قال محمد بن زايد: «سعيد بوجودي في بلدكم العظيم ذي التاريخ العريق».
وصرح بأن «علاقتنا تطورت بشكل متسارع خصوصاً في السنوات الأخيرة، هناك تبادل تجاري وصل عام 2024 إلى 11 ملياراً ونصف مليار دولار، وهناك تبادل تجاري بيننا وبين دول أوراسيا وصل إلى 30 مليار دولار».
وأكد «التطلع خلال السنوات الخمس المقبلة إلى مضاعفة هذا الرقم، سواء بشكل العلاقة المباشرة بين بلدينا أو مع الدول الأوراسية».
وأضاف «نسعى دائماً إلى تعزيز الجسور بين الإمارات وروسيا».