يقوم باحثو معهد الكويت للأبحاث العلمية، بدراسات هدفها تنفيذ مشاريع لإنتاج أنواع متعددة من الأسماك تلبي حاجات المستهلك.
وكشفت الباحثة في المعهد ورئيسة مشروع استزراع أسماك الشيم، الدكتورة أماني الياقوت، أن المعهد يعمل حالياً على تنفيذ مشروع حكومي لإنتاج 8 أنواع من صغار الأسماك والقشريات، بالتعاون مع القطاع الخاص، حيث تم التنسيق مع عدد من الشركات بشكل رسمي، وجار التجهيز لتربية الأنواع الثمانية.
وبيّنت الياقوت، في تصريح لـ«الراي»، أن «المعهد بدأ بالفعل في التجهيز لاستزراع أسماك الميد، حيث يجري الآن تجهيز الأحواض لتربية الصغار وإتمام عملية التبييض»، مبينة أن «سمكة الميد من الأسماك المطلوبة كثيراً في السوق المحلي وعملية زراعتها سهلة».
وأشارت إلى أن المعهد سيقوم بإنشاء وحدة رئيسية تزود الشركات بصغار الأسماك، فيما تقوم الأخيرة بعملية الزراعة، موضحة أنه «تم الاتفاق على الأنواع التي يجري التحضير لزراعتها، إضافة لسمك الميد، وهي أسماك السيباس الأسترالي والشيم والزبيدي، وأنواع من السالمون وأنواع أخرى من القشريات، كالقبقب الكويتي الأزرق والقبقب الكبير والربيان الجامبو والمرجان وخيار البحر، وبعض الرخويات التي تستخدم في العلاجات الدوائية».
وأشارت إلى السيباس الأسترالي، موضحة «أنه من أفضل الأنواع للاستزراع، حيث يتميز بسرعة النمو ويتحمل درجات الحرارة العالية والمياه قليلة الملوحة»، مضيفة أن الأمر ذاته ينطبق على أسماك الشيم والزبيدي، حيث إن عملية الزراعة تحتاج إلى ملوحة عالية وإذا قلت نسبتها تؤثر على مناعة الأسماك وسرعة نموها.
وذكرت بعض أنواع سمك السالمون، مؤكدة أنها «تتحمل درجات الحرارة العالية وتمت زراعتها بنجاح في إيران والسعودية».
تحديات الاستزراع
استعرضت الياقوت، بعض التحديات في عملية زراعة الأسماك في الكويت، مؤكدة أن المياه في الكويت قليلة الملوحة ومساحة الاستزراع ضئيلة جداً حتى في خور الصبية، والمكان الساحلي في الكويت بشكل عام صغير جداً للاستزراع.
ماذا تحتاج الزراعة؟
قالت الياقوت إن «عملية الاستزراع تحتاج إلى مساحة مائية في الصحراء، ونستطيع أن نضع أحواضاً وننشئ بحيرات مغلقة نتحكم من خلالها بالماء والطاقة المستخدمة، كما نحتاج إلى المحافظة على البيئة والأجواء الملائمة لكل نوع من الأسماك، كما نحتاج إلى الكهرباء التي يمكن توفيرها من الطاقة الشمسية».
مزرعة نموذجية حديثة
أكّدت الياقوت ضرورة إنشاء مزرعة نموذجية للأسماك في الكويت، مزودة بنظم الاستزراع الحديثة، وتستخدم فيها الطاقة النظيفة (الطاقة الشمسية)، وتحافظ فيها على المياه (عدم هدر المياه الجوفية)، مع استخدام المياه المسترجعة في الزراعة.