الدبلوماسيات... صوت التجربة والحكمة

فاطمة مرزاق: الدبلوماسية... حلمٌ تربّيت عليه

5 أغسطس 2025 10:00 م

- الدبلوماسية ليست ترفاً نسوياً... بل ضرورة وطنية
- نمثّل المغرب بحرفية ومسؤولية... إلى جانب الرجل

حين تختار المرأة طريق الدبلوماسية، فهي لا تمثّل وطنها فحسب، بل تكتب فصلاً من فصول الحكمة والحنكة على مسرح العلاقات الدولية، وفي كل تجربة نسائية في هذا المجال، تكمن رواية تستحق أن تُروى، وعبرة تستحق أن تُتداول، وصوت يليق به أن يُصغى إليه.

وفي هذه الحلقة، نلتقي الوزيرة المفوضة بسفارة المملكة المغربية لدى البلاد، فاطمة مرزاق، التي تمثل نموذجاً للمرأة الدبلوماسية التي جمعت بين الشغف والمسؤولية، وبين الحضور المهني الراسخ والإنساني المتفاعل.

في حديثها، نجد صوتاً متفاعلاً يجمع بين التجربة الثرية والحكمة المتزنة، ويعكس صورة مشرقة للمرأة المغربية في المحافل الدولية.

وأكدت فاطمة مرزاق، في لقاء خصّت به «الراي»، أن العمل الدبلوماسي لم يكن بالنسبة لها محض صدفة، بل نتاج شغف متأصل تشكل منذ الصغر، وبتأثير مباشر من شقيقتها التي كانت مضيفة في الطائرات الملكية الخاصة، حيث كانت تنقل لها قصصاً ملهمة عن تنوع الثقافات والحضارات التي شاهدتها في مختلف دول العالم.

وسلطت مرزاق الضوء على تجارب النساء في الحقل الدبلوماسي، وتحدثت عن مسيرتها، والتحديات التي واجهتها، ورؤيتها لدور المرأة في السلك الدبلوماسي، وقالت: «لي عظيم الشرف أن أكون ضمن سلسلة من النساء الدبلوماسيات اللواتي يروين قصصهن في هذا المجال الحيوي، فالدبلوماسية لم تكن مجرد خيار مهني، بل حلم تربيت عليه، ورغبة صادقة في تمثيل بلدي إلى جانب الرجل بحرفية ومسؤولية».

وأضافت أن العمل الدبلوماسي هو فرصة فريدة لاكتساب معارف في السياسة الدولية، وبناء جسور التفاهم بين الشعوب، والمساهمة في تغيير الصور النمطية حول أدوار المرأة. واليوم، لم يعد وجود المرأة في السلك الدبلوماسي ترفاً أو رقماً في تقارير، بل ضرورة وطنية تعكس نضج التجربة المغربية في قضايا النوع الاجتماعي.

القيادة النسائية

وعن صفات القيادة التي يجب أن تتوافر في الدبلوماسي الناجح، ترى مرزاق أن الحوار والتفاهم هما أساس العلاقات الدولية، وأن المرأة بطبيعتها تملك المهارات التي يتطلبها هذا المجال، مثل الإنصات والتوازن والقدرة على التفاوض. وأوضحت أن المرأة ليست فقط صانعة سلام، بل هي جسر ثقافي وإنساني. تملك قدرة فطرية على إدارة الأزمات، والتعامل مع المواقف الصعبة بمرونة واتزان، فضلاً عن قدرتها على التعبير، وتقريب وجهات النظر.

نصيحة للشابات

ووجهت مرزاق نصيحة للشابات الراغبات في الالتحاق بالسلك الدبلوماسي قائلة «عليهن التحلي بالصبر والجدية، والاستعداد الدائم للتعلّم والتأقلم مع متغيرات العالم. المعرفة الواسعة باللغات، والثقافات، والسياسات الدولية ضرورة، فالدبلوماسية اليوم تتطلب فهماً متكاملاً للسياسة والاقتصاد والمجتمع».

وأضافت أن من المهم أن تسير المرأة الشابة على خطى من سبقها من القامات الدبلوماسية، وأن تستفيد من تجاربهم وتنهل من خبراتهم، فالدبلوماسية ليست مجرد مهنة، بل مسؤولية ورسالة.

الكويت... محطة فارقة

ووصفت مرزاق فترة عملها في دولة الكويت الشقيقة بأنها تجربة غنية أثرت مسارها المهني والشخصي. وقالت: «الكويت محطة مهمة في حياتي، تعلمت منها الكثير على الصعيدين المهني والإنساني، حيث وجدت الاحترام والثقة المتبادلة من الزملاء الكويتيين وأبناء الجالية المغربية على حد سواء، ونسجت علاقات صداقة حقيقية ستبقى راسخة في ذاكرتي».