رأي نفطي

أسطوانات الغاز: التحويل أم الخصخصة أفضل؟

4 أغسطس 2025 10:00 م

إعلان شركة البترول الوطنية بتسليمها مصنعي تعبئة أسطوانات الغاز المسال في الشعيبة وأم العيش من شركة ناقلات النفط المالك السابق، لتسلم للبترول الوطنية كامل المسؤولية.

وهي شركة البترول الوطنية نفسها التي تحاول أن تتخلص من قطاع التجزئة ببيعها، حيث خصخصت محطات البنزين للقطاع الخاص والممثلة حالياً بشركتين.

وكان من المفترض أن تخصص شركة ثالثة للقطاع الخاص، لتكون جميع محطات توزيع الوقود من مسؤويات القطاع الخاص. إلا أنه ولأسباب مازلت مجهولة، لم تتمكن من ذلك حالياً، لتمكين القطاع الخاص من تسلم قطاع التجزئة بدلاً من شركة البترول الوطنية. ولتكون مهمتها الوحيدة التصنيع والتكرير وإدارة المصافي الكبرى الثلاث في الكويت وبطاقة تكريرية تفوق 1.250 مليون برميل في اليوم، حيث إن التصنيع والتكرير من صلب مهامها، وهي مسؤولية كبيرة، وذلك في محاولة لتحقيق قيم مالية مضافة، وتحسين أداء المصافي وتطويرها وحتى في زيادة طاقاتها الإنتاجية.

وقد تشمل لاحقاً إدارة مصافينا الخارجية الثلاث في الخارج، حيث إن «البترول الوطنية» سباقة في إدارة المصافي ما بين الشركات الوطنية في العالم.

لنفاجأ الآن بأنها ستتسلم إدارة تعبئة أسطوانات الغاز والتي ستشمل تغيير الاسم ووضع شعار «البترول الوطنية» بدلاً من شعار «ناقلات النفط» على أسطوانات وسلندرات الغاز لا غير.

بمعنى أنها إدارة ورقية، ولا نعرف أي سبب في هذا التوجه... ألا يكون من الأفضل تحويل الشركة إلى القطاع الخاص لإدارة المصنع والتوزيع، كما هو الحال مع شركات توزيع الوقود في الكويت؟!

ولماذا هذا التخبّط وقد مررنا بتجربة سابقة بإنشاء شركة لتدير مصفاة الزور لتتحول في أقل من سنة لتتبع شركة البترول الوطنية. وهل شركة البترول بحاجة إلى مسؤوليات أخرى...؟ وأليس من الأفضل أن تركز على صلب نشاطها الأساسي في تكرير النفط الخام وتحافظ على أدائها لتتمكن من أن تكون من أفضل المصافي في الخليج العربي، وهي الأقدم، وتركز على أدائها، وأن تمنع الحوادث المتكررة سنوياً من مصافيها الثلاث؟!

أليس كان ممكناً تحويل هذا المصنع إلى القطاع الخاص؛ حيث إن مهمتها الأساسية توزيع سلندرات الغاز على البيوت والمنازل وإدارة مصنعي الغاز في الشعيبة وأم العيش؟ ولماذا تحويلها لـ«البترول الوطنية» والتي تحاول أن تتخلص من الأنشطة، التي هي من خارج لب وصلب مسؤولياتها؟! ولماذا التردد؟!

إنها شركة للتكرير والتصنيع وإداره المصافي. لتلحق بها الآن توزيع سلندرات الغاز...

وما القيمة المضافة التي ستحققها «البترول الوطنية» لتشتت تفكيرها وأهدافها الإستراتيجية وهي التي تحاول أن تتخلص من بيع وتوزيع آخر شركة لها في هذا المجال، لتضاف إليها مهمة توزيع وبيع أسطوانات الغاز للمنازل؟!

كان من الأفضل الانتظار، وإعطاء الفرصة للوزير الحالي بإبداء رؤيته ونظرته للقطاع النفطي من خلال معرفته وخبرته واتصالاته؛ حتى يتمكن من توزيع المهام والمسؤوليات وباحترافية مع خبرات مشتركة مع مجلس الإدارة إما بتحويل مصنع إسالة الغاز بصورة عشوائية إلى «البترول الوطنية» وهي تحاول أن تتخلص من قطاع التجزئة، حيث هذا القرار لا يتناسب مع خبرات مؤسسة البترول الكويتية وسمعتها واحترافيتها.

[email protected]