في حملة موسعة ضد عدد من صانعي المحتوى المعروفين بـ «البلوغرز» على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً «تيك توك»، وصفت بأنها «تسونامي أمني»، تم توقيف عدد كبير منهم، وتحويلهم إلى النيابة المختصة للتحقيق، وسط اهتمام واسع ومناقشات ساخنة على المنصات.
ومما زاد من سخونة المشهد، وجود أسماء شهيرة، مع سريان أنباء وإشاعات عن تورط هؤلاء بـ«تجارة الأعضاء». وأوضحت مصادر أمنية لـ«الراي» أن التحركات جاءت بناء على بلاغات ومحاضر أمنية و قضائية، وانتشار اتهامات مختلفة، وكانت التعليمات بتوقيف من اتُهموا بشكل أساسي بنشر «محتوى مسيء ومشاهد ساخنة وألفاظ خادشة، وإساءة ضد القيم المجتمعية».
وتم توقيف عدد من المشاهير، من بينهم «شاكر محظور»، «مداهم»، «أم مكة»، «سوزي الأردنية»، «أم جنى»، علياء قمرون المعروفة بلقب «علياء مناديل» وغيرهم، وضبطت بحوزتهم فيديوهات، وأموال بعملات محلية وعربية وأجنبية، ومخدرات متنوعة، وأجهزة محمول ولابتوب، بالإضافة إلى أرقام حسابات مالية، ومحافظ مالية إلكترونية، وأسلحة نارية وطلقات من أعيرة مختلفة.
وقالت مصادر قضائية لـ«الراي»: «طلبت النيابة العامة توقيف المشكو بحقهم، وبدأت فرق أمنية في القاهرة والمحافظات توقيفهم بالفعل في حملات باتت يومية، وبدأت النيابات عمليات تحقيق واسعة، في الوقت الذي تقوم فيه فرق أمنية بإجراء تحريات حول هؤلاء الموقوفين، وتم فحص الهواتف وتحريز المضبوطات المتنوعة».
من جانبها، قالت المحامية نهى الجندي: «تقدمت مع عدد كبير من المحامين، بعدد من البلاغات إلى مكتب النائب العام بحق عدد من (التيك توكرز)، وطالبنا بتوقيفهم بتهمة نشر فيديوهات خادشة للحياء ونشر الفسق والفجور والتعدي على القيم الأسرية».
وقال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري اللواء علي العساس لـ«الراي» إن المناقشات في البرلمان شهدت مطالبات كثيرة بالوقوف بقوة ضد محاولات تشويه المجتمع.
بدوره، قال رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في البرلمان النائب أحمد بدوي لـ«الراي» إن «الجهات المعنية تحركت من فترة ضد المنصات، وطالبتها بتقنين أوضاعها في مصر، وأمامها فترة قليلة قبل صدور قرارات ضدها، حال لم توفق أوضاعها القانونية والإعلامية».
أما وزارة الداخلية، فذكرت في بيان لها، أنها مستمرة في التصدي الحاسم لأي مخالفات عبر الإنترنت تخلّ بالأمن المجتمعي أو تتجاوز القيم الأخلاقية، مع اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد كل من يثبت تورطه.
لا علاقة لوفاء
قال فريق الدفاع عن الفنانة وفاء عامر إنها موجودة في مصر، ولم تهرب، بل تقدمت ببلاغ ضد من اتهموها بالاتجار بالأعضاء، ولا علاقة لها بالقبض على مشاهير المنصات.
من جانبها، قالت عامر: «أنا في مصر، ولم أغادر ولا يوجد ما يستدعي المغادرة، ولا أتاجر في الأعضاء، وكلي ثقة في الشرطة والقضاء وتقدمت ببلاغات ضد صاحبة صفحة (ابنة الرئيس مبارك) واسمها (مروة)، وهي مقبوض عليها بتهم عدة».