ترامب يتعهّد بخطة لغزة... وويتكوف لا يرى مجاعة

«حماس» لن تتخلى عن سلاحها إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة

2 أغسطس 2025 10:00 م

- زامير: المعركة ستستمر بلا هوادة ما لم يتم إطلاق الرهائن
- «هيومان رايتس» تصف نظام مساعدات «مؤسسة غزة» بأنه «مصيدة للموت»

في خضم «حرب الإبادة» وتصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، أعلن الرئيس دونالد ترامب عن دعم خطة إنسانية شاملة للقطاع، عقب زيارة موفده الخاص ستيف ويتكوف للمنطقة، والذي أعلن أن «حماس منفتحة على التخلي عن سلاحها»، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «ملتزم بإنهاء الحرب».

لكن الحركة الإسلامية أكدت أنه «لا يمكن التخلي عن سلاح المقاومة إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس».

وقال الرئيس الأميركي، الجمعة: «تحدثت مع ستيف ويتكوف، وعقد اجتماعاً رائعاً مع العديد من الأشخاص، وكان الاجتماع الرئيسي حول الغذاء، وأجرى أيضاً محادثات أخرى سأخبركم عنها لاحقاً، لكنه عقد اجتماعاً حول توفير الطعام للناس، وهذا ما نريده».

وبرفقة السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، زار ويتكوف موقعاً لتوزيع المساعدات في مدينة رفح الجنوبية، تديره مؤسسة «غزة الإنسانية».

وأوضح ويتكوف، أن «الهدف من الزيارة هو تزويد الرئيس ترامب بفهم واضح للوضع الإنساني والمساعدة في صياغة خطة لتوصيل الغذاء والمساعدات الطبية إلى شعب غزة».

وصباح أمس، تجمع مئات الأشخاص، وقد ارتدى معظمهم ملابس سوداء، في ساحة تل أبيب التي بات يطلق عليها «ساحة الرهائن»، وصارت ملتقى لعائلات الرهائن والمتظاهرين المطالبين بوقف القتال.

وقال ويتكوف لبعض الحاضرين، إن «غالبية الجمهور الإسرائيلي تريد عودة المخطوفين إلى ديارهم، وغالبية الجمهور الغزّي تريد عودتهم لأنهم يريدون إعادة إعمار القطاع».

وأضاف «الخطة ليست توسيع نطاق الحرب، بل إعادة الجميع إلى ديارهم في صفقة واحدة وإنهاء الحرب، من دون صفقات جزئية».

وتابع أن «الخطة هي إنهاء الحرب، ويجب تغيير مسار التفاوض إلى مبدأ الكل أو لا شيء، لا يمكن الحديث عن نصر ما لم يتم تحرير جميع الرهائن».

كما أشار ويتكوف إلى أن هناك جهداً مشتركاً من إسرائيل والولايات المتحدة لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء، إلى غزة.

وكشف أن «هناك صعوبات ونقصاً لكن لا يوجد تجويع، وبعد أن نفند هذه المزاعم من حماس سنكون قادرين على مواصلة التفاوض لإنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن».

في المقابل، اعتبرت الحركة في بيان أن «تصريحات ويتكوف مضلّلة»، مضيفة أن «بثّ صور دعائية حاولت إظهار سلمية توزيع المساعدات، تكذّبها الحقائق على الأرض حيث سقط أكثر من 1300 من المجوَّعين الأبرياء برصاص إسرائيل».

ودعت الإدارة الأميركية إلى «تحمّل مسؤوليتها ورفع الغطاء عن الجرائم الإسرائيلية في غزة، والمضيّ نحو اتفاق لوقف النار يُفضي إلى وقف العدوان، وانسحاب جيش الإسرائيلي من القطاع ورفع الحصار».

كما انتقدت منظمة «هيومان رايتس ووتش» نظام توزيع المساعدات الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر «مؤسسة غزة الإنسانية»، ووصفته بأنه «مصيدة للموت».

وتحذر الأمم المتحدة من تربص المجاعة بأكثر من مليوني شخص في قطاع غزة المحاصر بعد نحو 22 شهراً من الحرب المدمرة.

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ «حماس»، أن «73 شاحنة مساعدات فقط دخلت غزة الجمعة»، مطالباً «بإدخال عاجل وكافٍ للغذاء وحليب الأطفال وفتح المعابر فوراً».

وأوضح أن «الاحتياجات الفعلية اليومية لقطاع غزة لا تقل عن 600 شاحنة من المواد الإغاثية والوقود لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة للقطاعات الصحية، والخدماتية، والغذائية».

ولفت الإعلام الحكومي إلى أن «غالبية شاحنات المساعدات تعرضت للنهب والسرقة نتيجة حالة الفوضى الأمنية التي يُكرّسها الاحتلال».

وأعلن الدفاع المدني في غزة أن 36 فلسطينياً سقطوا أمس بنيران الاحتلال، من بينهم 14 قرب مراكز توزيع المساعدات.

«عربات جدعون»

من جانبه، قرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تأجيل الحسم بشأن استمرار عملية «عربات جدعون» لأيام، في ظل خلافات عميقة تدور خلف الأبواب المغلقة حول المسار المفضل للعمل داخل القطاع.

وأشارت قناة «كان» الرسمية، إلى أنه «في غياب اتفاق للإفراج عن المخطوفين، طرح الجيش خيار تطويق مدينة غزة ومراكز التجمع السكاني فيها كأحد المسارات الممكنة»، لكن بالمقابل، «يضغط عدد من وزراء الكابينيت، وفي مقدمهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، على نتنياهو لاحتلال مدينة غزة بالكامل، رغم المخاوف من وجود رهائن داخلها».

من جانبه، حذر رئيس الأركان إيال زامير من أن «المعركة ستستمر بلا هوادة» ما لم يتم إطلاق الرهائن.

وقال أثناء تفقد قواته في القطاع، الجمعة، «بتقديري أننا سنعرف خلال الأيام المقبلة إن كنا سنتوصل إلى اتفاق لإطلاق رهائننا. وإلا، فإن المعركة ستستمر بلا هوادة».

وأضاف «الحرب متواصلة، وسنكيفها على ضوء الواقع المتبدل بما يخدم مصالحنا»، معتبراً أن «الانتصارات التي تحققت تمنحنا مرونة في العمليات».

وادعى زامير أن «حماس هي المسؤولة عن قتل سكان غزة ومعاناتهم».

وتأتي زيارة رئيس الأركان لغزة في وقت يُعيد جيش الاحتلال تموضع قواته في الأراضي الفلسطينية منذ أيام عدة.