حضّ «حماس» على تسليم سلاحها للسلطة ودان هجوم 7 أكتوبر

مؤتمر «حل الدولتين» يضع «خريطة طريق» لنشوء فلسطين

29 يوليو 2025 10:30 م

- الدول الـ17 ترفض «استخدام الجوع وسيلة للحرب» وتدعم «نشر بعثة دولية موقتة لإرساء الاستقرار» في غزة
- بريطانيا تتّجه إلى «اعتراف تاريخي» بدولة فلسطين

توافقت الدول المشاركة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى الذي استضافته الأمم المتحدة حول «التسوية السلمية لمسألة فلسطين وتنفيذ حل الدولتين» على «خريطة طريق» هدفها زيادة الاعترافات بالدولة الفلسطينية، وبذل مزيد من الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب والكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.

وحضّت 17 دولة، بينها السعودية وقطر ومصر، اليوم، حركة «حماس» على تسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية.

ودانت للمرة الأولى هجوم «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

يأتي ذلك في وقت أقدمت بريطانيا على خطوة ستكون تاريخية في حال اتّخذت، حيث أكد كير ستارمر، أن المملكة المتحدة‭‭ ‬‬مستعدة للاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل ما لم تتخذ إسرائيل عدداً من الخطوات لتحسين حياة الفلسطينيين، في حين قال الرئيس دونالد ترامب إنه ورئيس الوزراء البريطاني لم يناقشا خطة الاعتراف، خلال لقائهما الاثنين في اسكتلندا.

«الوثيقة الختامية»

وتضمنت الوثيقة الختامية التي صدرت عن المؤتمر، «خريطة طريق» للعمل نحو تحقيق «السلام العادل والدائم والشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين».

وأكدت «المسؤولية المتواصلة للأمم المتحدة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية»، وضرورة إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي التي سيطرت عليها عام 1967، كما شددت على «احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وذلك الخاص بحقوق الإنسان»، ودعت إلى «تدابير لحماية المدنيين الفلسطينيين».

وحضت على «الوقف الفوري للنشاطات الاستيطانية، ومصادرة الأراضي، وتدمير البيوت، وكل أعمال العنف والاستفزاز». وإضافة إلى الدعوات لانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، طالبت بإعطاء الفلسطينيين حقهم في تقرير المصير وفي قيام دولتهم، ودعت إلى «حل عادل» لقضية اللاجئين.

كما نصت على ضرورة اتخاذ خطوات «لا رجعة فيها» نحو حل الدولتين استناداً لحدود ما قبل عام 1967، على أن تكون القدس الشرقية «عاصمة مشتركة». وسلطت الضوء أيضاً على «دعم إصلاحات الحوكمة الفلسطينية، ونزع السلاح، وإجراء انتخابات ديمقراطية». وطالبت بـ«مساعدة إنسانية منسقة وإعادة إعمار غزة»، مع الإشارة إلى «الرأي الاستشاري الذي أصدرته في يوليو 2024 محكمة العدل الدولية، التي أعلنت أن الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني». وصيغت الوثيقة بحيث تشمل 4 موضوعات رئيسية، هي الاعتراف بفلسطين، والتكامل الإقليمي «بطريقة متصلة بالتقدم الصادق في عملية إنشاء الدولة، وإصلاحات الحوكمة الفلسطينية، والاستجابة الإنسانية».

«إعلان نيويورك»

ويدعو «إعلان نيويورك» الذي أعدته فرنسا والسعودية، اللتان تولتا رئاسة المؤتمر وأيّدته 15 دولة أخرى (بينها البرازيل، كندا، تركيا، الأردن، قطر، مصر والمملكة المتحدة) وأيضاً الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، إلى وضع حد للحرب الدائرة في قطاع غزة، من أجل إيجاد «حل عادل وسلمي ودائم للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني استناداً إلى حل الدولتين».

وفي السياق، شدّدت هذه الدول على أن «الحكم وحفظ النظام والأمن في كل الأراضي الفلسطينية يجب أن يكون من اختصاص السلطة الفلسطينية حصراً، مع الدعم المناسب».

وتابعت «يجب على حماس إنهاء سيطرتها على غزة وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية».

وفي حين لم تصدر الجمعية العامة للأمم المتحدة أي إدانة لهجوم «حماس» غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر، «يدين» النص هذا الهجوم.

ورحّب وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو في مقابلة مع قناة «فرانس 24» ببيان «تاريخي وغير مسبوق».

وقال إن «البلدان العربية، ودول منطقة الشرق الأوسط، تدين للمرة الأولى حماس، تدين (هجوم) السابع من أكتوبر، وتدعو إلى نزع سلاح حماس، وتدعو إلى استبعاد مشاركتها بأي شكل في حكم فلسطين، وتعبّر بوضوح عن نيتها إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل مستقبلاً، والانخراط إلى جانب إسرائيل ودولة فلسطين المستقبلية في منظمة إقليمية».

ومن منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بقية الدول الأعضاء إلى «تأييد هذه الوثيقة» بحلول مطلع سبتمبر المقبل.

كما تدعو الدول الـ17 إلى دخول بلا عوائق للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي تهدّده المجاعة، وترفض «استخدام الجوع وسيلة للحرب».

وعبّرت عن دعمها لـ«نشر بعثة دولية موقتة لإرساء الاستقرار» في غزة.

وستكون هذه البعثة مكلّفة خصوصاً حماية السكان المدنيين، و«دعم عملية نقل المسؤوليات الأمنية» إلى السلطة الفلسطينية وتوفير «ضمانات أمنية لفلسطين وإسرائيل، بما في ذلك مراقبة» وقف إطلاق نار مستقبلي.

لندن تعترف بفلسطين!

بريطانياً، تعد «خطوة الاعتراف» تاريخية في حال اتّخذت، علماً بأن الإعلان عنها يندرج في إطار خطة لـ«سلام دائم» يسعى ستارمر للدفع بها قدماً، بعدما استدعى أعضاء حكومته لإجراء محادثات طارئة عصر أمس، لبحث الأوضاع في القطاع المحاصر والمدمر.

وصرح رئيس الوزراء «قلت دائماً إننا سنعترف بدولة فلسطينية كمساهمة في عملية سلام فعلية في لحظة يكون لحل الدولتين أكبر تأثير ممكن».

وأضاف «مع تعرض هذا الحل راهناً للخطر، حان وقت التحرك».

وأوضح أن حكومته ستُجري تقييماً في سبتمبر حول «مدى التزام الأطراف (المعنية) بهذه الخطوات» قبل اتخاذ القرار النهائي الذي لن يكون لأحد الحق في الاعتراض عليه.

وأتت الخطوة عقب إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي أن فرنسا ستصبح أول بلد في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى يعترف بفلسطين.

وأكد ستارمر «يواجه الشعب الفلسطيني معاناة مروعة. نرى الآن في غزة، وبسبب النقص الكارثي في المساعدات، أطفالاً يتضورون جوعاً، أطفالاً اشتد بهم الضعف لدرجة أنهم لا يستطيعون النهوض، صور ستظل عالقة في أذهاننا مدى الحياة. يجب أن تنتهي هذه المعاناة».

ودعا ستارمر «حماس» إلى «الإفراج عن جميع الرهائن على الفور، والالتزام بوقف إطلاق النار، ونزع السلاح، والقبول بعدم أداء أي دور في حكم غزة».

وقال مصدر بريطاني، إن رئيس الوزراء أجرى اتصالاً بنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل إعلانه، بينما اعتبرت تل أبيب أن «تغيير موقف بريطانيا في هذا الوقت عقب خطوة فرنسا والضغوط الداخلية يشكل مكافأة لحماس».