«هآرتس»: مجاعة غزة والضغوط الدولية تضعان حكومة نتنياهو «في طريق مسدود»

27 يوليو 2025 10:00 م

اتخذ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قرارا حول إدخال مساعدات إلى قطاع غزة، «مذعوراً ومتسرعاً»... فبعد أكثر من أربعة أشهر من خرق وقف إطلاق النار مع حركة «حماس» واستئناف الحرب، «اضطرت إسرائيل إلى الاعتراف بأنها وضعت نفسها في طريق مسدود»، بحسب المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل.

وأشار إلى أن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى «تعثرت بالكامل. وأدركت حماس أنها أصبحت متفوقة على إثر الغضب العالمي على إسرائيل»، بسبب تزايد عدد القتلى الفلسطينيين ومشاهد المجاعة في غزة، ما أدى إلى الإصرار على مواقفها في المفاوضات.

وأضاف هرئيل أنه بعد إعلان إسرائيل والولايات المتحدة وقف المفاوضات في الدوحة، وتعهدهما دراسة طرق أخرى لدفع المفاوضات «لم تؤد إلى شيء ما عملي. والمجتمع الدولي منشغل الآن بالبحث عن وسائل سريعة من أجل تخفيف المعاناة في غزة والضغط على إسرائيل كي توقف الحرب. وربما باتت حكومة نتنياهو تدرك أن هذا ليس الوقت الملائم لهجوم عسكري».

ولفت إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وأبواق نتنياهو في وسائل الإعلام، «تجاهلوا التحذيرات من انعدام قدرة مؤسسة غزة الإنسانية على تنفيذ أهدافها الطموحة، فيما لديها مراكز توزيع (مساعدات) قليلة في جنوب القطاع. وقد علموا أن الطريق إلى هذه المراكز خطيرة وأن فوضى رهيبة ميدانية حاصلة، وقسم كبير منها ناجم عن عمليات الجيش الإسرائيلي، لكنهم ركزوا على حلم السيطرة الكاملة على القطاع والمساعدات، وأن يقود في نهاية الأمر إلى هجرة طوعية للفلسطينيين من غزة عن طريق سيناء».

وشدد هرئيل على أن نتنياهو هو «المسؤول المركزي. وهو يعلم أنه لا توجد طريق عسكرية لإنقاذ المخطوفين أحياء، وأن حماس ليست قلقة أو تشعر بمسؤولية حيال مصير السكان، وأن العمليات الإسرائيلية الحالية تطيل الحرب وحسْب من دون هدف وفائدة».

وأضاف أن «نتنياهو تجاهل، منذ بداية العام الحالي، فرص إنهاء الحرب، لأن مصير ائتلافه كان أهم. والآن يصطنع رئيس الحكومة حلولاً تحت ضغط عالمي متصاعد. ومن الجائز أن الوقت بات متأخراً. فحماس ستتحصن في مواقفها بشكل أعمق، إثر دعم دولي للفلسطينيين، والحكومة الإسرائيلية ستواجه معضلة بين تصعيد بلا جدوى للعمليات العسكرية وبين الاستسلام لإملاء وقف إطلاق نار يفرض عليها، من دون أن تنجح بإعادة 20 مخطوفاً أحياء و30 قتيلاً بأيدي حماس».