على وقع «السامري» و«اللعبوني» و«الخماري»، جالت فرقة «ناصر بوعوض» بفنون البحر والبر، عبر ليلة تراثية في مجمع «The Gate Mall» مساء الجمعة، ضمن فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان «صيفي ثقافي» الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وشهدت الأمسية حضور حشد غفير من روّاد «المول» وعشاق الأغنية الشعبية، مِمَن تفاعلوا مع الفرقة بالتصفيق والتشجيع، والهتاف أحياناً.
فما إن «طقّ الطار» حتى اشتعلت الأجواء بألوان الفنون البحرية والبرية، التي امتزجت بين الأداء الغنائي الحيّ والاستعراضات التراثية، في مشهد نابض بالأصالة، ويعكس عمق الهوية الثقافية الكويتية وروحها الشعبية.
واستهلت الفرقة حفلها بـ «العرضة البحرية»، التي عبّرت عن البيئة الساحلية بروحها وأهازيجها، أعقبتها «العرضة البرية» ذات الإيقاعات الحماسية المرتبطة بتراث البادية.
وتوالت بعد ذلك الفنون الغنائية، حيث قدمت الفرقة فن «الصوت» بشَقَيْه «الشامي» و«العربي» وسط تفاعل كبير من الجمهور مع تنوّع الألحان وتمازج الإيقاعات.
ولم تكتفِ الفرقة بهذا القدر من الألوان الغنائية، بل دقّت طبول الفرح على إيقاعات مختلفة، إذ قدمت باقة من الفنون التراثية مثل «السامري» و«اللعبوني» و«الخماري»، التي أضفت على الأمسية أجواء احتفالية أصيلة، أعادت إلى الأذهان مشاهد من ليالي الكويت القديمة، بما تحمله من دفء وبساطة.
ومع استمرار الفرقة في تقديم وصلاتها الفنية المميزة، جاءت إحدى الفقرات لتُضفي مزيداً من الجمال والتفاعل مع الجمهور وهي «الأغاني الوطنية» التي تمثل روح الانتماء والاعتزاز بالوطن، إذ لم تغفل الفرقة عن أداء مجموعة من الأغاني الوطنية التي أشعلت الحماسة في نفوس الحاضرين، حيث صدحت الأصوات بالألحان التي ارتبطت بذاكرة الكويتيين، وتمايلت القلوب قبل الأجساد على وقع كلمات تعبر عن الحب والولاء للكويت.
كما شكّلت هذه الفقرة لحظة وجدانية خالصة، امتزج فيها التراث بالفخر الوطني في مشهد لامس مشاعر الجميع وأضفى على الأمسية بعداً معنوياً خالصاً.
يُشار إلى أن الفعالية جاءت ضمن سلسلة من الأنشطة والبرامج التي يحتضنها مهرجان «صيفي ثقافي 17» بهدف إبراز الفنون الشعبية، وتعزيز الوعي بالهوية الثقافية الوطنية لدى مختلف شرائح المجتمع.
«رحلة فنية»
في غضون ذلك، عبّر رئيس الفرقة عبدالرحمن العوض، عن سعادته بالمشاركة في مهرجان «صيفي ثقافي»، مشيراً إلى أن الأمسية مثلّت رحلة فنية عبر محطات من الذاكرة الكويتية المحبّبة، التي لا تزال حاضرة في الأعراس والمناسبات الوطنية.
وأوضح أن أكثر الفنون التراثية رواجاً لدى الجمهور هما فن «الدزة» و«العاشوري»، لافتاً إلى أن حضورهما اللافت في الأعراس والمناسبات يعود إلى ما يُضفيانه من أجواء مُبهجة وحماسية، إضافة إلى تجسيدهما للتراث الأصيل بروح حيّة وتعبير مؤثر.