«نيويورك تايمز»: طهران لا تريد وضع نفسها في موقف يجبرها على الرد

«الحرائق الغامضة» في إيران... تورّط إسرائيلي أم «معدات متهالكة»؟

23 يوليو 2025 10:00 م

يحقق المسؤولون الإيرانيون، في ما يعتقدون أنه حملة منسقة، بعد توالي البلاغات عن حرائق وانفجارات بشكل شبه يومي، وفق صحيفة «نيويورك تايمز».

ونقلت الصحيفة عن 3 مسؤولين، من بينهم عضو في الحرس الثوري، انهم يعتقدون أن العديد من هذه الحوادث كان أعمال تخريب.

وركزوا شكوكهم على إسرائيل، مشيرين إلى سجلها في تنفيذ عمليات سرية في الداخل، بما في ذلك تفجيرات واغتيالات.

وقال مسؤول أوروبي يتعامل مع طهران، إنه قيّم أيضاً هذه الهجمات على أنها أعمال تخريب ويشتبه بتورط إسرائيل، بناء على سجلها تجاه طهران، سواء كأسلوب من أساليب الحرب النفسية أو لاستهداف مواقع محددة.

حرائق وانفجارات

ولم يقدم المسؤولون الإيرانيون أدلة تدعم شكوكهم، فيما أرجعت السلطات التي تحدثت علناً، أسباب الانفجارات إلى أمور أخرى، مثل تسربات الغاز وحرائق القمامة والبنية التحتية القديمة.

ومع ذلك، لم تقدم السلطات تفسيراً مقنعاً للجمهور حول سبب وقوع انفجارات غازية بمعدل واحد إلى اثنين يومياً في مختلف أنحاء البلاد.

ووقع بعض الحوادث في مواقع بنية تحتية إستراتيجية، مثل الحريق في مصفاة نفط رئيسية في مدينة عبادان (جنوب) يوم السبت، والذي أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين وتوقف خط إنتاج. بينما ساهمت حوادث أخرى، مثل الانفجارات في المباني السكنية والمصانع، في خلق شعور بالفوضى وعدم الاستقرار.

وتلفت «نيويورك تايمز» إلى أن السلطات الإيرانية تترد في إعلان شكوكها بشأن احتمال تورط إسرائيل، لأنها لا تريد وضع نفسها في موقف يجبرها على الرد.

وتضررت قدرات الدفاع الجوي والإطلاق الصاروخي، إضافة إلى القواعد العسكرية والمنشآت النووية الإيرانية، بشدة خلال حرب الـ 12 يوماً في يونيو الماضي.

ورغم أن طهران احتفظت بقدرتها على إطلاق صواريخ بالستية على إسرائيل حتى الساعات الأخيرة قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فإن استئناف الحرب يهدد بإضعاف قدراتها العسكرية أكثر.

مواصلة العمليات

وفي يونيو الماضي، أكد مدير «الموساد» ديفيد برنياع في خطاب علني نادر احتفى فيه بإنجازات الجهاز الإسرائيلي داخل إيران، «سنكون هناك، تماماً كما كنا حتى الآن».

وفي العلن، سعت طهران إلى تفسير هذه الحرائق. ففي بعض الحالات، مثل الحريق في شمال شرقي إيران قرب مطار مشهد الدولي، أعلنت السلطات انها كانت تقوم بـ«حرق أعشاب مسيطر عليه»، وعزت حريقاً في طهران إلى حريق قمامة. لكن في معظم الحالات، ألقت باللوم على تسربات الغاز.

وقال مدير إدارة الإطفاء والسلامة العامة في طهران قدرت الله محمدي، إن أسباب هذه التسربات تعود إلى «معدات متهالكة، واستخدام أجهزة غاز دون المستوى المطلوب، وعدم الالتزام بمبادئ السلامة».

وكان بعض الانفجارات التي ضربت المباني السكنية قوية لدرجة أنها أرسلت أعمدة دخان ضخمة في السماء وأدت إلى انهيار الجدران والأسقف.

قلق داخلي

وقال عضو الحرس الثوري، إن الأثر التراكمي للانفجارات شبه اليومية، أدى إلى تزايد القلق بين المسؤولين والسكان عموماً.

ورأى خبير الشأن الإيراني في مؤسسة أبحاث في واشنطن أميد ميماريان، ان «السجل الطويل للنظام الإيراني في التستر وانعدام الشفافية، إلى جانب ردوده الغامضة، زاد من مخاوف وشكوك العامة».

وأضاف: «الناس يدركون أن النظام غالباً ما يقلل من شأن الهجمات الإسرائيلية أو ينكرها».

وفي ظل غياب أي اعتراف رسمي بما يبدو للكثير من السكان وكأنه هجمات منسقة، تساءل البعض عما إذا كانت الحرب قد انتهت فعلاً.

كما تساءل كثير من الإيرانيين عن ملابسات وفاة العميد غلام حسين غيب برور، الذي كان نائباً لقائد الحرس الثوري، وأشرف على قاعدة عسكرية في طهران مسؤولة عن التصدي لاحتجاجات نسائية عام 2021.

ووفقا لإعلان على وسائل الإعلام الرسمية، فقد توفي نتيجة مضاعفات لإصابات من أسلحة كيماوية تعود إلى الحرب الإيرانية - العراقية في الثمانينات، وقد تفاقمت هذه الإصابات بسبب التوتر الناتج عن الحرب مع إسرائيل.

وحاول المسؤولون تهدئة القلق العام بطرق مختلفة. فقد نشرت شركة الغاز الوطنية إحصاءات تفيد بأنها تظهر عدم حدوث زيادة ملحوظة في الانفجارات الناتجة عن تسربات الغاز هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

ودعت بلدية طهران، شركة الغاز ووزارة الطاقة إلى تقديم تقارير حول «الإجراءات والتطورات الأخيرة»، ووصفت ذلك بأنه مناقشة للوضع في ظل «ظروف عادية».

إيران «تُبعد» مدمرة أميركية عن مياه خاضعة لرقابتها!

أعلن التلفزيون الإيراني، أن «المدمرة الأميركية دي.دي.جي فيتزجيرالد حاولت الاقتراب من المياه الخاضعة لرقابة إيرانية في خطوة استفزازية»، مضيفاً أن مروحية تابعة للبحرية اقتربت بسرعة من السفينة الحربية وأصدرت تحذيراً شديد اللهجة طالبة منها تغيير اتجاهها إلى الجنوب.

وتابع التلفزيون، أمس، أن المدمرة هددت المروحية، لكنها غادرت المنطقة بعد التحذير المستمر.

من جانب ثانٍ، قال نائب وزير الخارجية كاظم غريب آبادي، إن إيران وافقت على السماح لفريق فني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارتها خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة «آلية جديدة» للعلاقات.

وأضاف خلال زيارة لنيويورك، أمس، «سيأتي الوفد إلى إيران لمناقشة الآلية، وليس لزيارة المواقع (النووية)».

وفي سياق متصل، أكد الرئيس مسعود بزشكيان، أن الحديث عن إنهاء البرنامج النووي «محض وهم»، مشدداً على أن القدرات النووية تكمن في عقول علمائها وليس في المنشآت وحدها.

وقال «نحن مستعدون لأي عمل عسكري إسرائيلي. قواتنا جاهزة لضرب عمق الأراضي المحتلة من جديد».

كما اتفقت طهران وموسكو وبكين، على مواصلة المشاورات بشأن البرنامج النووي، خلال اجتماع ثلاثي عقد في العاصمة الإيرانية، الثلاثاء.وذكرت «وكالة تسنيم للانباء» أن اللقاء ناقش «أحدث تطورات المفاوضات النووية وسبل رفع العقوبات».