بهدوء دبلوماسي وحنكة واضحة، تمضي السكرتير الأول بسفارة الجمهورية التونسية لدى الكويت، والقنصل والمكلفة بالملف الثقافي والإعلامي، وفاء الشواشي، في أداء مهامها بإيمان عميق برسالتها ومسؤوليتها الوطنية.
في لقائها مع «الراي»، تحدثت الشواشي عن رحلتها في العمل الدبلوماسي، وأهم التحديات التي خاضتها كامرأة في هذا المجال، مع تسليط الضوء على خصوصية تجربتها الأولى في الكويت.
وقالت إنها رأت في العمل الدبلوماسي، منذ اللحظة الأولى، شرفاً ومسؤولية، وفرصة لتمثيل وطنها تونس في المحافل الدولية والإقليمية، ولرعاية مصالح الدولة والدفاع عن حقوق التونسيين بالخارج، والمساهمة في تعزيز الصورة الإيجابية لتونس في مختلف المجالات. وهي، كما قالت، ممتنة لبلادها على الثقة التي منحتها إياها، وعلى إيمانها بقدراتها.
تحديات
وأشارت الشواشي إلى أن أبرز التحديات التي واجهتها لم تكن مرتبطة بالجانب المهني فحسب، بل كانت شخصية أيضاً، إذ إن تحقيق التوازن بين متطلبات العمل والحياة الخاصة في السلك الدبلوماسي يتطلب الكثير من التفرغ والجاهزية الدائمة. لكنها تغلبت على ذلك بإصرارها، وعزيمتها المستمدة من حس وطني عالٍ ورغبة في خدمة الوطن.
وتؤمن الشواشي بأن للمرأة تأثيراً فاعلاً ومميزاً في العمل الدبلوماسي، ليس فقط لأسلوبها في إدارة الحوار أو قدرتها على تعزيز القيم الإنسانية، بل لدورها في تكريس مفاهيم العدالة والمساواة، وتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية.
وترى أن المرأة تشكل عنصراً محورياً في بناء الجسور الثقافية والإنسانية بين الشعوب، وتقدم دوماً إضافة نوعية في هذا الحقل الحيوي.
فخر
وعن تجربتها العملية، أوضحت الشواشي أنها لا تختصر شعورها في لحظة واحدة، بل تعتبر أن كل سنوات عملها في هذا المجال – والتي تجاوزت ثماني سنوات – كانت مليئة بالعطاء، سواء من خلال المهام التي أوكلت إليها أو الملفات التي أدارتها، وهي فخورة بكل ما قدمته ولو كان بسيطاً.
وترى أن القيادة في المجال الدبلوماسي تتطلب عدداً من الصفات الجوهرية، في مقدمتها: القدرة على بناء بيئة عمل إيجابية، وتغليب المصلحة الوطنية، وإدارة الأزمات، والمرونة في التعامل مع المواقف الصعبة، إضافة إلى مهارات التفاوض وبناء العلاقات، واحترام الاختلافات الثقافية وتنوع وجهات النظر.
وللشابات التونسيات اللواتي يطمحن إلى الانضمام إلى السلك الدبلوماسي، تبعث الشواشي برسالة دعم وتشجيع، داعيةً إياهن إلى تمثيل تونس بأفضل صورة، والمساهمة في الحفاظ على إشعاعها الخارجي.
تجربة استثنائية
وصفت الشواشي تجربة عملها في الكويت بأنها استثنائية وخاصة جداً، وقالت: «هذه أول محطة لي في السلك الدبلوماسي، وبعد عامين من العمل هنا في سفارة تونس لدى دولة الكويت الشقيقة، يمكنني القول إنها تجربة رائعة ستظل محفورة في ذاكرتي. لقد لمست كل الاحترام والتقدير من الجهات الرسمية والشعب الكويتي الراقي والمضياف، وأتوجه بالشكر والتقدير لكل السلطات الكويتية على تعاونهم ودعمهم الدائم لنا».