مع دخول اليوم الـ655 من «حرب الإبادة»، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات فجر أمس، استهدفت مجوّعين ونازحين، ما أسفر عن عشرات الشهداء والمصابين، في القطاع غزة المنكوب، والذي أصبح سوء التغذية والجوع فيه، أسرع فتكاً بالفلسطينيين من أي وقت مضى.
وبينما وصف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الوضع في القطاع بأنه «فيلم رعب»، أعلن مسؤولو صحة، أن رضيعاً يبلغ من العمر ستة أسابيع، وثلاثة أطفال آخرين، ماتوا جوعاً في القطاع المنكوب خلال الساعات الـ 24 الماضية، ليرتفع عدد ضحايا الجوع إلى أكثر من 101 شخص، من بينهم 80 طفلاً، معظمهم خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وحذر مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبوسلمية، من «اننا مقبلون على أرقام مخيفة من الوفيات بسبب التجويع... 900 ألف طفل يعانون من الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية».
وأوضح الناطق باسم وزارة الصحة خليل الدقران، أن أعراض الجوع تشمل الجفاف والأنيميا.
وفي نيويورك، قال غوتيريش خلال اجتماع لمجلس الأمن «تكفي مشاهدة الرعب الذي يدور في غزة، مع مستوى من الموت والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث. سوء التغذية يتفاقم، والمجاعة تقرع كل الأبواب».
من جانبه، أكد المفوض العام لـ «الأونروا» فيليب لازاريني، إن موظفي الوكالة والأطباء والعاملين في المجال الإنساني يصابون بالإغماء أثناء تأدية واجبهم في القطاع بسبب الجوع والإرهاق.
وأفادت المفوضية العليا لحقوق الإنسان «فرانس برس» بأنه «حتى 21 يوليو، سجلنا مقتل 1054 شخصاً في غزة بينما كانوا يحاولون الحصول على الطعام؛ 766 منهم قُتلوا بالقرب من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية و288 بالقرب من قوافل مساعدات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى».
وحذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن توسيع العمليات العسكرية إلى وسط القطاع يرفع بشكل «كبير جداً» خطر حدوث انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
«غير مقبول أخلاقياً»
ونددت منظمة الصحة العالمية باقتحام مقرها في ديرالبلح.
وقال مديرها العام تيدروس أدهانوم غبرييسوس، إن الجيش «أجبر النساء والأطفال على إخلائه والسير على الأقدام نحو المواصي» التي تبعد أكثر من 10 كيلومترات جنوباً.
وأضاف أنّه «جرى تكبيل أيادي الرجال من أفراد الطاقم وأفراد العائلات وتجريدهم من ملابسهم واستجوابهم في الموقع وشهر السلاح بوجههم».
وفجر أمس، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة استهدافه خيام نازحين قرب «القضاء العسكري» في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 34 بينهم 23 طفلاً.
ووثقت مصادر طبية استشهاد 63 فلسطينياً منذ الفجر، بينهم 26 من منتظري المساعدات، إضافة إلى إصابة نحو 120.
وأعلن الاحتلال، مقتل ضابط احتياط جنوب غزة، ليكون الثاني الذي يُقتل خلال 24 ساعة.
وفي بروكسل، كتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين على منصة «إكس»، إن صور المدنيين الذين يُقتلون في غزة أثناء توزيع المساعدات الإنسانية «لا يمكن تحملها»، وجددت دعوة الاتحاد إلى إيصال المساعدات الإنسانية بأمان وسرعة وإلى احترام القانون الدولي.
وفي إسطنبول، قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إنه «لا يمكن لأي شخص لديه ذرة من الكرامة الإنسانية أن يقبل بهذه الوحشية التي يموت فيها عشرات الأبرياء يومياً لأنهم لا يجدون قطعة خبز أو شربة ماء».
ترامب فوجئ بقصف سوريا وكنيسة غزة!
أعلن البيت الأبيض، مساء الإثنين، أن الرئيس دونالد ترامب «يتمتع بعلاقة جيدة» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، لكنه «فوجئ بقصف سوريا والكنيسة في غزة».
وأفادت الناطقة الرئاسية بأن «ترامب يدعم مبعوثه توم براك الذي يقوم بعمل رائع في سوريا»، لافتة إلى أن وزير الخارجية ماركو روبيو تدخل في شأن سوريا لخفض التصعيد.