إسرائيل تجري للمرة الأولى مفاوضات مع «حماس» تتعلق بإنهاء الحرب

حرب التجويع... 900 شهيد في غزة

20 يوليو 2025 10:33 م

في اليوم الـ653 من «حرب الإبادة»، استشهد أكثر من 104 فلسطينيين، بينهم 78 من منتظري المساعدات، وأصيب العشرات، في مجزرة ارتكبها الاحتلال شمال غربي مدينة غزة، في ظل تزايد حالات الوفاة بسبب التجويع وتواصل أوامر الإخلاء «الفوري».

سياسياً، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر مطلع، ان إسرائيل تجري للمرة الأولى مفاوضات مع «حماس» تتعلق بإمكانية إنهاء الحرب، وسط تقديرات باقتراب التوصل إلى صفقة تبادل خلال أيام.

وأشار المصدر إلى أنه خلافاً للصفقات السابقة، فإن «الوفد الإسرائيلي يتمتع بمساحة واسعة للمناورة ومرونة كافية للتوصل إلى اتفاق من دون المساس باحتياجات إسرائيل الأمنية».

وفي السياق، تحدثت مصادر إسرائيلية مطلعة عن «تنازلات متزايدة» في مفاوضات الدوحة.

وتقول محافل مقربة من دوائر صنع القرار في مقر الحكومة و«الشاباك» و«الموساد» والجيش، إن «الامر بات شبه معروف، والوضع الضبابي من ضمن التكتيكات التي يتبعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو».

وقال مصدر سياسي إسرائيلي مشارك في المفاوضات، إن «حماس تواصل رفض التنازل عن وقف دائم لوقف إطلاق النار وانسحاب كامل من القطاع بطريقة تثير الشك في مدى جديّتها بالتوصل إلى اتفاق». لكنه أضاف أن «المحادثات تتقدّم ببطء، لكنها تتقدّم».

وأعلن مسؤول إسرائيلي ان «الاتجاه إيجابي، فقد يتوجه (المبعوث الأميركي، ستيف) ويتكوف إلى الدوحة خلال الأيام المقبلة».

في المقابل، كشف مصدر فلسطيني مطلع أن الحركة «تسلمت من الوسطاء خرائط محدثة تُظهر مناطق انتشار جيش الاحتلال داخل غزة، بينها معظم بيت حانون شمالاً، ونصف مدينة رفح، وبلدتا خزاعة وعبسان جنوباً، وأجزاء واسعة من حي الشجاعية».

ورغم تمسك «حماس» برفض أي خريطة تكرّس «أمراً واقعاً» للاحتلال، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر إسرائيلية ان هناك «تفاؤلاً حذراً» بإمكانية التوصل إلى اتفاق خلال أسبوعين، مشيرة إلى تقليص بعض الفجوات.

بدوره، قال دبلوماسي عربي من إحدى الدول الوسيطة، إن الفجوات المتعلقة بخريطة الانتشار العسكري تقلصت، وإن ما تبقى «مجرد عقبات محدودة».

اجتياح ديرالبلح

ميدانياً، أصدر الاحتلال أمر إخلاء «فوري» وسط القطاع تمهيداً لتوسيع عملياته ضد مقاتلي «حماس».

وقال الناطق أفيخاي أدرعي، إن المناطق المأهولة ومخيمات النازحين في 6 مناطق سكانية مطالبة بالإخلاء الفوري، داعياً السكان إلى التوجه نحو منطقة المواصي جنوباً.

واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أن هذه الإنذارات هي الأولى من نوعها منذ استئناف الحرب، وتكشف نية الجيش توسيع عملياته البرية في مناطق لم يكن قد دخلها سابقاً، خصوصاً وسط القطاع الذي يشهد كثافة سكانية ويضم مخيمات نزوح كبيرة.

إنسانياً، أعلنت وزارة الصحة في القطاع المنكوب، استشهاد أكثر من 900 - بينهم 71 طفلاً - بسبب الجوع وسوء التغذية، إضافة إلى 6 آلاف مصاب من الباحثين عن لقمة العيش، منذ بدء «حرب الإبادة». وأكدت أن «الاحتلال يستخدم التجويع سلاحاً»، ولفتت إلى أن «الأطفال يموتون جوعاً أمام عدسات الكاميرات».

وأشارت إلى أن المجاعة في القطاع «وصلت إلى مستويات كارثية، مؤكدة أن «العالم صم آذانه عن صرخات الأطفال المجوعين في قطاع غزة».

«قائمة سوداء»

إلى ذلك، قال مصدر أمني رفيع المستوى في المقاومة لقناة «الجزيرة»، إن لدى الفصائل «قائمة سوداء بتجار الحروب والعصابات المنظمة وعملاء الاحتلال، وسنقيم لهم محاكمات ثورية فور توفر ظرف مناسب».

وأعلن أنه سيتم «نشر القائمة السوداء أمام الرأي العام تمهيداً للقصاص».

ومن ميناء غاليبولي الإيطالي، انطلقت السفينة«حنظلة»، في محاولة لكسر الحصار عن قطاع غزة.

البابا يُندّد بـ«همجية» حرب غزة

ندد البابا ليو الرابع عشر، بـ«همجية» حرب غزة، داعياً إلى وقف «الاستخدام العشوائي للقوة». وقال في ختام صلاة التبشير الملائكي، «أدعو مرة أخرى إلى وضع حد فوري للحرب الهمجية وإلى حل سلمي للنزاع»، وذلك بعد مقتل ثلاثة أشخاص في القصف الذي طال الخميس الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع.

نتنياهو يعاني من تسمم

أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأن بنيامين نتنياهو يتعافى من وعكة أصيب فيها بتسمم غذائي، وسيستمر في أداء مهامه خلال فترة الراحة في المنزل على مدى الأيام الثلاثة المقبلة. وذكر في بيان أن نتنياهو (75 عاماً) شعر بوعكة خلال ليل السبت - الأحد، واتضح أنه يعاني من التهاب في الأمعاء وجفاف ويتلقى سوائل عبر الوريد للتعافي من ذلك.