14 عاماً مرّت على افتتاح مبنى مكتبة الكويت الوطنية في فبراير 2011، ولا يزال هذا الصرح الثقافي يشكّل منارة إشعاع ثقافية ومجتمعية، وملتقىً لكثير من الفعاليات الرسمية وغير الرسمية، حتى بات يشكّل خريطة ثقافية وواحدة من أهم محاضن القراءة في البلاد.
المديرة العامة لمكتبة الكويت الوطنية سهام العازمي، فتحت لـ «الراي» أبواب صرح الكويت المعرفي، مؤكدة أن «المكتبة أنشئت بموجب المرسوم الأميري 52 لسنة 1994 والذي يقضي بإنشاء مكتبة الكويت الوطنية، لتكون مكتبة الدولة الرسمية ومركزها البيبلوغرافي الوطني».
وحول أهداف إنشاء المكتبة، بينت العازمي أن «المادة الثانية من المرسوم أوضحت أن أهداف المكتبة أناطت بها مسؤولية جمع وتنظيم وتوثيق وحفظ التراث، والإنتاج الفكري الوطني الكويتي المدون بمختلف أشكاله وكل المصنفات الأدبية والوثائق المتوافرة في الكويت، وما في حكمها المتعلقة بالخليج والجزيرة العربية والحضارة الإسلامية والعربية، وبصفة خاصة ما يتعلق بدولة الكويت وثقافتها وشؤونها الوطنية سواء الصادر منها داخل البلاد أو خارجها، إضافة إلى تكوين مجموعات أجنبية عالمية مختارة في مختلف الموضوعات التي تهم الكويت والمنطقة العربية والإسلامية».
اتفاقيات مع جهات حكومية وسفارات
تطرقت العازمي إلى أبرز الجهات التي تتعاون مع المكتبة، فقالت إن «المكتبة عقدت أخيرا العديد من اتفاقيات التعاون الثقافي بين المؤسسات الثقافية والتعليمية داخل الكويت، مثل جامعة الكويت، كلية الكويت للتقنية، شركة النفط الكويتية، وكذلك عقد اتفاقيات تعاون مع العديد من السفارات العربية والأجنبية داخل دولة الكويت، وإقامة فعاليات ثقافية مشتركة».
تعاون مع مكتبات خارجية
أشارت العازمي إلى التعاون بين المكتبة والمكتبات الخارجية، «فقد تم عقد اتفاقيات تعاون مع العديد من المكتبات الوطنية الخليجية والعربية والأجنبية، مثل مكتبة محمد بن راشد في دبي، ومكتبة قطر الوطنية، ومركز عيسى الثقافي، والأرشيف العثماني، والمكتبة البريطانية، والفهرس العربي الموحد، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، وجمعية المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي».
فعاليات الكويت عاصمة الثقافة العربية
أوضحت العازمي أن «هناك العديد من الفعاليات والأنشطة التي تقام على مدار العام بالمكتبة تهم شريحة كبيرة من فئات المجتمع، سواء أكانت فعاليات خاصة بالأطفال، أو ذوي الاحتياجات الخاصة، أو الشعراء والمثقفين، إضافة إلى المشاركة في العديد من المهرجانات التي تقام تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مثل مهرجان القرين الثقافي، مهرجان صيف ثقافي، ومسرح الطفل، ومهرجان المسرح، ومهرجان الموسيقى وغيرها. وهذا العام سوف يشهد العديد من الفعاليات الثقافية المهمة بمناسبة الاحتفال بالكويت عاصمة للثقافة العربية للعام 2025».
أوقات العمل
عن آلية زيارة المكتبة والاطلاع على محتوياتها، قالت العازمي: «أوقات العمل بالمكتبة من الأحد إلى الخميس من الثامنة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر، حيث يمكن للمستفيدين زيارة المكتبة والاطلاع على مصادر المعلومات بأنواعها، سواء أكانت كتباً أو دوريات أو رسائل جامعية أو قواعد بيانات، كما أن هناك غرفاً وأماكن مخصصة للدراسة للطلبة والباحثين».
12896 زائراً في 2024
بلغ عدد زوار المكتبة العام الماضي 4730 زائراً للدراسة والمطالعة، إضافة إلى ضيوف المهرجانات والأنشطة، كما بلغ عدد زوار المكتبات العامة (التي تقدم الخدمات المعلوماتية لكل فئات المجتمع وتوفر لهم مصادر المعلومات بجميع أشكالها وأنواعها سواء كانت تقليدية أو إلكترونية) العام الماضي نحو 12896 زائراً، بإجمالي 530 فعالية على مدار العام.
4 محاور لرؤية المكتبة المستقبلية
1 - إقامة العديد من الدورات وورش العمل لتطوير أداء الموظفين.
2 - تنفيذ أنشطة والفعاليات للمساهمة في عملية نشر الثقافة بالمجتمع والتحفيز على القراءة.
3 - تنفيذ عدد من المشاريع التقنية والتكنولوجية والتحويل الرقمي (مثل مركز لحفظ وترميم المخطوطات، مركز للإبداع والابتكار وتوفير مساحات للشباب المبدعين سواء بالمكتبة والمكتبات العامة).
4 - التوسع في عقد اتفاقيات التعاون والشراكة، بين المؤسسات الثقافية المماثلة وشركات القطاع الخاص المعنية بالثقافة والتكنولوجية واعتبارهم شريكاً استراتيجياً في التطور والنمو.
6 محطات بارزة
مرت مكتبة الكويت الوطنية بعدد من المحطات البارزة، ومن أهمها:
1 - إنشاء المبنى الجديد للمكتبة على أحدث التصميمات العالمية، وانتقالها من مدرسة المباركية، لتكون وجهة حضارية ومركزاً ثقافياً يليق بمكتبة الدولة الرسمية كحافظة لتراث الوطن.
2 - إمداد المكتبة بأحدث مصادر المعلومات وقواعد البيانات والنظم الآلية في المكتبات، للتسهيل على الباحثين والمهتمين عمليات البحث.
3 - إنشاء المكتبة الرقمية «ذاكرة الكويت الرقمية» وإتاحتها من خلال الإنترنت.
4 - إتاحة فهرس المكتبة من خلال الإنترنت، للتسهيل على الباحثين والمستفيدين.
5 - ضم المكتبات العامة تحت مظلة مكتبة الكويت الوطنية، وجار العمل على تطويرها لتصبح مكتبات ذكية تشارك في الاقتصاد الإبداعي.
6 - إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة والمهرجانات الثقافية التي تسعى إلى نشر الثقافة المجتمعية.