شهد مساء الخميس الماضي، حفلين مميزين، ضمن فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان صيفي ثقافي الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تحت مظلة «الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي».
فقد أحيت فرقة «عشاق الأقصى» للأغنية الوطنية حفلها، على مسرح الدسمة، في حين تألقت الفرقة النسائية الكويتية بليلة مُبهجة في «العاصمة مول».
ففي حفل «عشاق الأقصى» الذي حضره الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، ونائب سفير دولة فلسطين لدى الكويت القائم بالأعمال المستشار فراس بلعاوي، صدحت الحناجر وعزفت الأنامل، على الأمل والخلاص من عدوان غاشم لا يفرق في القتل بين الصغير والكبير، القوي والضعيف... لذا فقد هدرت الموسيقى معلنة رفضها لهذا الاستبداد والقهر، لتتواصل الكلمات المنحوتة من المعاناة مع الموسيقى التي تعزف الألم والرفض، والأداء الذي يعبر خير تعبير عن الحالة التي تعيشها فلسطين وهي تئن تحت وطأة الاحتلال، وتنادي أبناءها لنجدتها.
واستهلت الفرقة وصلاتها الغنائية بأغنية «يا أماه»، التي تشكو كلماتها للأم من الغربة والاغتراب والعدوان، ثم أغنية «فلسطين يا قطعة من قلبي»، وتوالت الأغاني التي تضمنت في كلماتها وموسيقاها، الكثير من المشاعر المحبة للوطن، والكارهة للظلم والعدوان الذي يمارسه العدوان الإسرائيلي على أرض فلسطين.
كما غنت عضوة من الفرقة بعض أغاني فيروز التي شدت وتغنت فيها بفلسطين وشوارعها وأهلها، بالإضافة إلى أغانٍ من التراث الفلسطيني.
على هامش الحفل، قال رئيس فرقة «عشاق الأقصى» سامر الوني إن هذه المرة الأولى التي تشارك بها الفرقة في الكويت، «إذ جئنا لنتشارك مع بعضنا الوجع، ونقول من خلال هذه الليلة (عاشت فلسطين مع حق العودة وعلى أرض فلسطين نستحق الحياة)».
«أجواء حماسية»
في «العاصمة مول» كان الحفل مختلفاً وسط الأجواء الحماسية، التي ألهبتها الفرقة النسائية الكويتية.
إذ قدمت الفرقة ما يقرب من 20 أغنية من روائع الزمن الجميل، استهلتها بالغناء الوطني في رائعة «أنا كويتي... أنا لكويت مدرستي وأستاذي ومعلمتي» قبل أن تشعل المكان بأغنيتي «يا صاجه» و«توب توب».
ومن حدائق «سفير الأغنية الخليجية» الفنان القدير عبدالله الرويشد قطفت «ميدلي» لعدد من أغانيه بينها أغنية «لون ذا الليلة رمادي»، لتشدو بعدها بأغنية «أحلى الليالي» التي لاقت تفاعلاً كبيراً من روّاد «المول»، أتبعتها بأغنية «يا سمسمة».
ولم تغفل الفرقة عن الفن الحضرمي والعدني الذي يحظى بشعبية كبيرة في الكويت، إذ اختارت من روائع الفنان الراحل أبو بكر سالم باقة من أغانيه المميزة منها أغنية «لو خيروني»، كما قدمت «يا جويرة»، بالإضافة إلى سامرية «البارحة نوم الملا ما جاني».
أيضاً، تغنّت بـ «ميدلي» خاص لـ «الصوت الجريح» الفنان عبدالكريم عبدالقادر، في حين اختارت من أغاني الفنانة نوال «يوه يا يوه»، ومن أغاني فرقة ميامي «بستانس»، كما أطربت الحضور بمجموعة من الأعمال التي يحبونها ويحفظونها جيداً.
ولم تكتفِ الفرقة بذلك الحدّ، بل أمطرت من سحابة الطرب الأصيل أغانٍ عدة، بينها «يا مركب الهند»، لتصل إلى ذروة الغناء في «ميدلي» لأغاني «نبض الكويت» الفنان القدير نبيل شعيل.
بعدها، تألقت عزفاً وغناء بأغنية «صبوحة»، وكذلك بأغنية «شويخ من أرض مكناس»، ومِنْ ثَم أبدعت بـ «ميدلي» لأغاني الفنان عبدالمجيد عبدالله، لتختتم الفرقة حفلها بأغاني «كريم يا برق» و«ألا يا طير» و«فز الخفوق».
في غضون ذلك، عبّرت رئيسة الفرقة النسائية الكويتية ماجدة الدوخي عن فخرها واعتزازها في اختيار الفرقة للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية التي جاءت تحت مظلة «الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي»، متقدمة بالشكر إلى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد خالد الجسار.
وأضافت قائلة: «كذلك الشكر موصول للقائمين على المهرجان كافة، على دعمهم الدائم للفرقة النسائية الكويتية ولاهتمامهم المتواصل وتعاونهم الدؤوب لإظهار المهرجان في أجمل حُلّة».
«حق العودة»
ذكر سامي الوني «أنه شارك على خشبة مسرح الدسمة 15 عضواً من فرقة «عشاق الأقصى»، من واقع 25 عضواً، إذ تغنوا وعزفوا أعمالاً تستهدف القضية الفلسطينية وحق العودة، وتسلط الضوء على المجازر التي يقوم بها الاحتلال».
«إرضاء الأذواق»
لم تُخفِ ماجدة الدوخي سعادتها بتفاعل جمهور «العاصمة مول» الذي اعتبرته الداعم الأول للفرقة النسائية الكويتية، مؤكدة أن الفرقة عمدت إلى اختيار مختلف الألوان الغنائية من فنون السامري والعدني و«النقازي» وغيرها، لإرضاء جميع الأذواق.